"يقولون ، ونشرت صحيفة كذا خبراً عن كذا ، وهل صحيح أن فلاناً قال كذا ؟" وغيرها من الأخبار والأسئلة التي تدور على مسامعنا ليس كل يوم فقط بل كل ساعة وأحياناً كل دقيقة ، وأحياناً تكون هذه الأخبار غير صحيحة وأحياناً تكون غيرمهمة وأحياناً تكون خيالية ومع ذلك نجد أن البعض يشعر بمتعة كبيرة لنقلها ونشرها لكل من حوله . الشائعات بعضها مدمر ويكون بمثابة الشعلة التي يبدأ منها الحريق ليقضي على كل رطب ويابس وبعضها مثل السم أو السرطان في المجتمع فإن لم يتم مقاومته فإنه يتمكن من كل أجزاء المجتمع ليصبح مجتمعاً مسموماً أو مريضاً يوشك أن يموت . في دراسة حديثة أجراها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ممثلاً في وحدة استطلاعات الرأي العام عن موضوع واقع الشائعات في المجتمع السعودي أكد 82% من المشاركين في الدراسة أن الرأي العام يتأثر بالشائعات ، وكانت إجابة المشاركين والمشاركات في الدراسة عند سؤالهم إذا كانوا يرون أن الشائعة تسهم في التأثير على الرأي العام 82,9% من أفراد العينة أجابوا بنعم مؤكدين أن الشائعة تسهم في التأثير على الرأي العام في حين أجاب 17,1% بـ (لا) لعدم إسهام الشائعة في التأثير على الرأي العام ، كما رأى حوالي 70% من أفراد العينة أن الشائعات واسعة الانتشار بين أفراد المجتمع ، الدراسة أوضحت أيضاً أن 50% من المشاركين حرصهم على التحقق من المعلومات أو الأخبار التي تصلهم قبل تداولها والترويج لها ،كما كشفت الدراسة أن أكثر من 50% يؤيدون تأثير الشائعات على وجهات نظر الرأي العام . بالأمس نشر خبر في العديد من الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية بأن حكومة دبي ستتغاضى عن مخالفات السائقين السعوديين الذين يقومون بزيارة دبي في الصيف ومنذ سماعي للخبر لم أصدقه ولم أتخيل أن مثل هذا القرار يمكن أن يصدر من حكومة دبي ، وإن تم فهذا يعني بأن السائقين السعوديين في دبي سيصبح لهم معاملة خاصة فإن قام السائق السعودي هناك بمخالفة فعلى شرطي المرور أن يسأله أولاً هل أنت سعودي فإن كانت إجابته نعم أخلى سبيله وإن كانت لا ،تم محاسبته ،وهذا أمر غير منطقي ولايمكن تصديقه ولذلك وبعد ساعات قامت نفس الوكالات والمواقع ومن خلال بيان من شرطة دبي بتكذيب الخبر . الشكر لمن قاموا بإعداد هذه الدراسة لبيان وضع مجتمعنا الخطير والذي يتأثرمعظمه بالشائعات فقد أصبحنا نحارب أنفسنا ونحارب بعضنا البعض بهذه الشائعات ونقضي على بعضنا البعض بها ، ولا خلاص من هذا البلاء إلا بما أرشدنا اليه المولى عزوجل بأن ( فتبينوا ) فيجب على كل فرد أن لاينقل أو يروج لأي خبر أو شائعة حتى يتأكد منها وأن لا تغريه شهوة نقل الأخبار ليكون عنصر هدم للمجتمع ، كما يجب على المسؤولين أن يتبينوا مما يصلهم من شائعات وأن لا يسعوا لاتخاذ قرارات قائمة على وجهة نظر للرأي العام تم تشكيلها من خلال شائعة . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :