ما إن يتسرب خبرسيىءعن قضية معينة أو جهة أوشخص معين إلا ونجد الخبر ينتشر في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم بغض النظر هل الخبر صحيح أم غير صحيح ،فالتقنية ساهمت بشكل كبير في نقل الأخبار بشكل عام ولكن لم تساهم بأي دور في التأكد من صحة الأخبار قبل نقلها ، حتى أصبح مجتمعنا يعشق نقل الفضائح والأخبار السيئة وأصبح الجديد لديه ليس في معرفة ماهي الإنجازات الجديدة أو الاختراعات أو الابتكارات الجديدة بل معرفة ماهي الفضائح الجديدة . مؤخراً تصدر أحد الأخبار غيرالمؤكدة والتي تعد شائعة الى الآن نتائج البحث على تويتر كما تصدر نفس الخبر عمليات البحث في محرك جوجل واشتغل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعية على هذه الشائعة ما بين مؤكد ونافٍ للخبر وتركوا باقي الأخبار الأخرى المرتبطة بالوطن وأمنه وحربه ضد داعش إضافة إلى حربه في الحدود الجنوبية ضد المليشيات الحوثية باليمن وغيرها من الأحداث الهامة الأخرى والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الوطن لينحصر تركيز واهتمام كثير من الناس حول تلك الشائعة التي تم نشرها. نحن نسير اليوم في اتجاه خطير جداً من خلال أسلوب نشر مثل هذه الشائعات والأخبار غير الموثوقة ، ويجب على العقلاء أن يعيدوا النظر في هذا المسار، فالبعض لايكتفي اليوم بنشر تلك الأخبار السيئة عن بعض الجهات أو بعض الأشخاص ولايعنيه تشويه سمعة شخص ما والإساءة إليه ولأسرته بل المهم هو نشر الخبر مما ساهم في تقسيم المجتمع إلى فئات ، وأن يظهر من الخبر وكأن فئة من المجتمع انتصرت على فئة أخرى فتجدهم يضيفون للخبر بعض المصطلحات المثيرة كالفضيحة والاعتقال والسهرات الماجنة أو تشبيه البعض بداعش أو الأسود وغيرها من المصطلحات التي يتم وضعها لتعطي الخبر مزيداً من الإثارة والسوء وكل ذلك والأمر لم يتعدَّ أن يكون شائعة بين نفي وتأكيد . أعتقد بأن التفاعل الذي حدث مؤخراً في نشر تلك الشائعات ضد الأفراد والجهات مؤشر خطير للغاية خصوصاً وأنه جاء بعد أخبارسلبية تتعلق بجهات لديها ارتباط بتلك الشائعات، فآخر شيء نريد أن نصل اليه هو أن ينقسم مجتمعنا وأن نصبح فئات يعادي بعضها البعض ، وأن يترصد كل طرف منا لأخطاء الطرف الآخر وأن نهاجم بعضنا البعض بسلاح الفضائح والأخطاء والشائعات ، فالمستفيد الأول من كل ذلك هم أعداؤنا الذين سيفرحون كثيراً بمثل هذه الأحداث والتي لم يعد إطارها محلياً بل تصبح في ثوانٍ معدودة عالمية .!! Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :