* أهتم العرب قديما بتكريسهم كثيرا باللغة العربية ، ودراستها وفهمها فهما عميقا، فكانت الفصاحة والبلاغة وصنفت العلوم باللغة العربية الى نحو وصرف، وماتشملها من افعال واسماء وضمائر ، ومن هذه الضمائر المتكلم، والمخاطب وكذلك الغائب وهنا دور الضمير الغائب فقد يتحول الى ضمير،، مبيوع،، او ضمير يقظ وهو الذي تصان به الحقوق ومراعاة الله في كل شي ، وتحرس به الاعمال والأفعال من دواعي التفريط والأهمال . * إن الذمة والضمير هي مراعاة العهود والحفاظ على الحرمات ويعتبر الضمير هو ذلك الحارس اليقظ والمراقب الفطن الذي يحافظ على مكتسبات الوطن ويدعوك ايها المسؤول ويرشدك الى فعل الخير ويحذرك من بواطن الشر مهما كانت المغريات من الضمائر الأخرى ومنها المبيوعة حتى لو تزينت لك بكامل حللها وجمالها، وطرحت لك على طاولة المفاوضات رزم المبالغ وبهرجة لك المستقبل ، وان المزايدة لغيرك مطروحة ببيع الضمير الحي واليقظ وإستبداله بالضمير الغائب والمبيوع. * ضمير المسؤول يعني الإحساس بما يدور حوله وإعطاء كل ذي حق حقه، وهذا يعتبر من الأمر الهام لتحمل الامانة ولكي تحافظ عليها بضمير حي يحس به كل من حولك ، أما ان تبيع هذا الضمير فاهو بلاشك سيصبح في حالة الاموات ويعيش جسدا بلا روح وفي دوامة قد لايستفيق منها إلا على نعش الغش والتستر ومناضلة الكرسي وقتل المسؤولية. * في هذا الزمن بالذات إختلفت حتى مناهج اللغة وإختلفت حتى المسؤوليات وصنفت الناس بضمائر لا محل لها من الأعراب وأولهم الضمير المستتر الذي يقول ( نفسي نفسي فلا يستفيد منه الناس ولاينصح مستنصح )وكأنه خلق ليأكل ويشرب ويمضي على ورق دون معرفة مايدور من حوله وبلاشك يعتبر هذا النوع من الضمائر الميتة والمبيوعة بثمن بخس. * اما النوع الأخر وياكثرهم ويعتبر في غرفة إنعاش مرة يفيق ومرة إخرى يصحو ويغلب شره خيره وقد لايكون اصلا فيه من الخير اي نسبة فاهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويغيب حقيقة المسؤول ويصور له جمال هذا النعش المغمور فيظلل له طريق الخير ويأدلج ويزيف حقيقة كل مسكين وهو رابط وعامل مشترك مهم بين التبرير للمواطن الضعيف الذي يطالب بحقه وبين المسؤول ينقل له عكس ماقيل وهذا أخطر ضمير بحياة كل شخص لايخاف الله في اوامره. * ويتبقى لنا الضمير ،،الحي،، الذي يعتبر هو مضخة الإيمان الحقيقي في قلب كل مسؤول مهما كان مستواه لأنه المكمل بالعطف واللين والرحمة والمودة وهو جامع كل الضمائر في جسد واحد ، نقي بتصرفاته وكيانه ومحبوب لدى الجميع يحافظ على مسؤوليته ويراعي البشر في كل تصرفاته. * بالأخير مهما علت الأصوات بمطالبة المسؤول بتنفيذ أمرا ما مهم لمشروع متعثر او تكملته يبقى لنا الأصطدام بشعور التعب والإهمال وقد يصاب الناس بالحسرة وخيبة الامل بمراعاة الشعور المستديم لهذا الضمير الغائب والميت ، وهذا يعتبر عرقلة في قضاء الحاجات ونقمة على نفوس المطالبين بحقوقهم . وتذكر أيها المسؤول من أي ضمير انت الان حتى تستفيق !!
مشاركة :