الحياة مليئة بالمواقف والعبر والقصص.. ومنا من يتعض ومنا من يتناسى وتمر عليه الأحداث كأن شيئًا لم يكن؛ سريع النسيان والتعود والتغافل وعدم المبالاة ربما تكون ميزة لأنه لا يهتم بما يعكر مزاجه ويشغل تفكيره وربما تكون من العيوب لأنه لا يبالي بما يجري حوله وهذا يجعله شخص بلا عاطفة وقد يبتعد عنه الآخرون، لأن الناس تحب الشخص اللين والمشارك لهم في الضراء والسراء.. أنا أغبط هؤلاء الأشخاص وأتساءل دائمًا كيف لهم أن يكونوا هكذا؟ فالمشاعر والعواطف خلقت فينا تجاه كل من نحب، أو أي من مخلوقات الله فذات يوم كنت بصحبة إحداهن وجدنا قطة قد أصيبت عند عبورها للشارع ولا تستطيع الحركة، طلبت منها أن نتوقف لمساعدتها، قالت: «في قطط كثير خليها تموت ينقص العدد شوي»!!.. وذرفت دموعي لحال تلك القطة، قلت سوف تأتي سيارة أخرى وتقضي عليها وإحداهن تضحك ساخرة من مشاعري وتقول.. لا تقولين إنك تبكين لأجل قطوة؟! سألت نفسي وقتها أين مشاعرها وعاطفتها، وتذكرت أناس كثير مثلها وقلت كيف أصبحتي بهذا الشكل، قالت: لا تفكري فقط لا أفكر كيف؟! وأنا لازلت أبكي على زميلات وأخوات كنا معاً في نفس المدرسة وكل ما أنظر لأماكنهن ينتابني شعور الحزن وتغلبني الدموع.. لدرجة التقيت واحدة منهن بالصدفة وبقيت سعيدة برؤيتها طوال النهار، وأحدث كل من أصادفهم عن ذلك الموقف الذي أسعدني.. والبعض ينظر إليّ باستغراب ولسان حالهم يقول الهذه الدرجة تشعر بالسعادة لأنها التقت زميلتها التي انتقلت لمدرسة أخرى!!.. ولازلت أتساءل هل أنا إنسانة أتمتع بمشاعر وعاطفة مختلفة عن الآخرين؟! ولماذا كل من حولي متعجب من فرحي؟! يشعرونني أنني أبالغ في مشاعر الحزن والفرح، وهذا حقيقة ما أشعر به نحو كل موقف. أحياناً نحتاج لوقفة مع النفس والتساؤل عن ما يدور بداخلنا.. وهل ظروف الحياة والمعيشة غيرت الناس حتى في مشاعرهم؟! أم أنه هذا الشيء الطبيعي ونحن المختلفون عنهم؟! كثير من القصص التي تمر بنا كل يوم ونادراً ما نجد من يهتم أو يتساءل عن بداية أو نهاية تلك القصص، لا أحد يهتم.. لا أحد يسأل، ربما أشخاص يمرون بضائقة مالية أو صحية.. لا أحد يشعر بهم، وإن جاء من يحاول يصحي فيهم الضمير الغائب أو النائم لا يكترثون لما يقال.. والصدمة بأن الضمير ليس غائبا أو نائما بل إنه قد مات.
مشاركة :