يريدونها ربيعًا عربيًّا ! | محسن علي السُّهيمي

  • 5/27/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ذهب الإرهابي الانتحاري (صالح القشعمي) إلى حتفه وفي رقبته عشرات الأنفس ومئات الجرحى والمصابين والأسر المكلومة. أنفسٌ بريئة أُزهقت ستُبعَث يوم الحساب وهي ممسكة بالقشعمي وخليَّته الإجرامية ومحرِّضيهم أمام ربها قائلة: “ربنا سل هؤلاء فيمَ قتلونا؟”. لقد بُحَّت أصوات العلماء وجفَّت أقلام الغيورين وهم يبينون حُرمة الأنفس المعصومة، ويؤكدون على أن إزهاقها يُعد من الكبائر ومن الإفساد في الأرض، وأن المبررات التي يسوقها المجرمون لارتكاب جرائمهم لا تصمد أمام الأدلة الشرعية والنزعة الإنسانية. ومع كل هذا لا يتردد المجرمون عن ارتكاب جرائمهم الإرهابية قتلاً وترويعًا حتى في أطهر الأماكن وأعظم الأيام. لقد ذهبت التأويلات حول دوافع هذه الجريمة الإرهابية مذاهب شتى، غير أنني أكاد أجزم أن الدافع الرئيس لهؤلاء المجرمين الداعشيين لم يتشكل تحت (دوافع مذهبية بحتة) وإنما كان دافعهم هو الانتقام من هذا الوطن وزرع الفتنة بين أبنائه ليلحق بدول الربيع العربي فيمسي ويصبح على أصوات الرصاص، ويمشي على الجثث والأشلاء، ويسبح في أنهار الدماء؛ تحقيقًا لأطماع بعض الدول الحاقدة والمنظمات الإرهابية التي أغاظها ما تحققه المملكة من نجاحات في الداخل والخارج، وما تنعم به من أمن واستقرار وتلاحم وطني فريد. بدأ الداعشيون جريمتهم النكراء من الرياض ذات المكون (السُّني) بقتلهم الجندي ماجد الغامدي -رحمه الله- وانتهوا بالقطيف ذات المكوِّن (الشيعي) بقتلهم وإصابتهم للعشرات من المصلين -رحم الله الموتى وشفى المصابين- ظنًّا منهم أنهم قد أوقدوا في القطيف شرارة الفتنة التي باعتقادهم أنها لن تُطفأ حتى تأتي على الجميع. غير أن ظنهم الفاسد بإخواننا في القطيف خاب عندما أكد أهالي القطيف أنهم وإخوانهم في طول البلاد وعرضها لُحمة واحدة، وأنهم لن يقرؤوا هذه الجريمة إلا أنها جاءت من إرهابي مجرم بحق سعودي مسلم مسالم، ولأنهم يدركون أن العملية الإرهابية لو لم تقع في القطيف لوقعت في مكان آخر من وطننا الغالي. والتاريخ يشهد على جرائم إرهابية مماثلة (ذات مشارب متباينة) بدأت منذ مطلع القرن الهجري الحالي بباحة الحرم ثم مواسم الحج وعليَّا الرياض وأبراج الخُبَر مرورًا بدالوة الأحساء. فللقطيفيين وأسرة الغامدي من إخوانهم بامتداد الوطن الكبير أصدق المواساة. هنا أجدها فرصة للمطالبة بمراجعة خطابنا الدِّيني المحلي ومحاضننا التربوية والتعليمية حتى لا تكون بيئة مخرِّجة لأجيال (مشحونة) يسهل اصطيادها - مستقبلاً- من قِبَل الجماعات الإرهابية ومن ثَمَّ تستخدمها ضد أوطانها. وأطالب وزراء الإعلام في (الدول الإسلامية) باستصدار قرار (ملزم) يقضي بإغلاق القنوات الطائفية (جميعها) في البلدان الإسلامية (كافة) كي يسود الوئام، ويبقى الخلاف في حده الأدنى. وأكرر ما قلته في مقال سابق “جريمة الأحساء.. منعطف جديد” المطالبة بسن قوانين رادعة تسد عنا منافذ الفتنة، وتقطع الطريق على المتربصين بأمننا ووحدة وطننا. Mashr-26@hotmail.com Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :