براءة موظف «السلمانية» من اختلاس 27 ألف دينار

  • 1/15/2020
  • 09:40
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد احتفاظه بالمبلغ في منزله بسببقصور آلية العمل وخوفا من سرقته برأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى موظفا في وزارة الصحة من تهمة اختلاس 27 ألف دينار من إيرادات مستشفى السلمانية، حيث احتفظ بالمبلغ مدة عامين في منزله نظرًا إلى عدم مطالبته به طوال تلك الفترة وخوفا عليه من السرقة، فيما أكدت المحكمة عدم توافر عنصر الاختلاس بحق المتهم وأن الواقعة لها صورة أخرى غير ما أفاد به الشهود ولها صورة أخرى قد أحجموا عن ذكرها.الواقعةوكانت إدارة مكافحة الفساد تلقت بلاغا من وزارة الصحة يفيد باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه موظف بمستشفى السلمانية «منسق مواعيد سجلات صحية» ثبت اختلاسه أكثر من 27 ألف دينار كان يستلمها كرسوم من المراجعين الأجانب لطوارئ المستشفى ثم يقوم بتسليم إيصالات استلام المبالغ فقط إلى أمين الصندوق من دون تسليم المبالغ نفسها منذ عام 2016 وبمراجعة الموظف اعترف باحتفاظه بالمبلغ وقام بسداد جزء منه.وكشفت التحقيقات في الواقعة أن المتهم كان مسؤولا عن رسوم استقبال الطوارئ للأجانب وكان قبل عام 2016 نظام الدفع يدويا حيث يتسلم المتهم المبالغ وبحوزته دفتر إيصالات يقوم بتسليمه آخر اليوم إلى أمين الصندوق مع المبالغ التي حصلها، إلى أن تم إلغاء النظام اليدوي وتم العمل بنظام إلكتروني يقوم بدوره الموظف بالدخول إلى حسابه عن طريق اسمه ورقم خاص به ويقوم بتسجيل اسماء المترددين ويتحصل منهم على الأموال مقابل تسليمها إلى أمين الصندوق مع كشف مرفق باسماء المرضى، على أن تتولى شركة لنقل الأموال نقل تلك المبالغ إلى حسابات الوزارة البنكية.ونظرًا إلى صعوبة عملية الرقابة حيث يعمل أمناء الصندوق في أقسام أخرى بعيدة عن أماكن منسقي المواعيد، فكان المتهم يقوم بالاستيلاء على الأموال وينقلها معه إلى المنزل حيث اكتشف أحد الموظفين أن المتهم منذ تطبيق النظام الإلكتروني في 2016 لم يسبق أن تم تسليم الكشوف ولا الأموال المتحصلة للقسم.وأنكر المتهم في التحقيقات اختلاس الأموال وأشار إلى أنه يعمل في الوزارة منذ عام 1988 وتم نقله في عام 2003 إلى قسم ادخال المرضى في طوارئ السلمانية على غير موافقته وكان في السابق يقوم بشراء دفاتر الأرصدة من زملائه ولم يكن يذهب إلى قسم المحاسبة إطلاقا نظرًا إلى رفضه التعامل معهم وكان يحتفط بالأموال في الدرج الخاص بمكتبه حتى يطلبها احد المراجعين فيقوم بتسليمها برفقة الدفاتر حيث إنه لو اعتاد الذهاب إليهم لتسليمهم المبالغ فسيعتقدون أنه متقبل عمله.وأضاف أنه منذ العمل بالنظام الإلكتروني يظل يحصل على المبالغ من المترددين على الطوارئ إلى أن وصل المبلغ بحوزته إلى 27 ألف دينار فقام بنقله إلى منزله خوفا من سرقته منتظرا أمين السر لتسليمه المبلغ، إلى أن شكلت الوزارة لجنة تحقيق واعترف أمام اللجنة بأن الأموال بحوزته وقام بتسليمهم المبلغ على دفعتين حتى تكون عملية الحساب سهلة بالنسبة إلى الموظف كي لا يخطئ ولم يصرف من المبلغ شيئا.الاتهام والحيثياتوأسندت النيابة إلى المتهم أنه في غضون يوليو 2016 إلى أبريل 2018 بدائرة أمن محافظة العاصمة حال كونه موظفا عاما منسق مواعيد سجلات صحية اختلس أموالا وهي مبلغ نقدي قدر بـ 27415 دينارا وجد في حيازته بسبب وظيفته كونه مأمور تحصيل.فيما تمسك دفاع الموظف بانتفاء جريمة الاختلاس بحق موكله، حيث أكد أن موكله ائتمن على المبلغ واحتفظ به طوال ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن الجهة الاشرفية لم تطالبه بالمبلغ، وأنه لم يكن رافضا تسليمه بل قام بتسليمه بمجرد مطالبته به.من جانبها أكدت المحكمة في حيثيات الحكم أن الثابت في أقوال شهود الإثبات أمامها أنه بمجرد مطالبة الموظف بالمبلغ لم ينكره ولم يدّع أنه ملك له بل أقر واعترف به وقام برده، حيث أشار إلى احتفاظه بالمبالغ المتحصلة من عمله في منزله بسبب قصور في آلية العمل وخوفا على الأموال من السرقة، وما إن طلب منه رد المبلغ قام برده.وقالت المحكمة إن عنصر الاختلاس غير متوافر بحق المتهم إذ لم يظهر على المال بمظهر المالك، الأمر الذي تكون معه أركان جريمة الاختلاس غير متوافرة بحقه، ومن ثم فالمحكمة لا تأخذ برواية الشهود وترفض تلك الصورة التي نسجوها ولا تعول عليها، وترجح دفاع المتهم، مما يتعين معه إثر تلك الشكوك القضاء ببراءته مما نسب إليه من اتهام عملا بالمادة 255 من قانون الإجراءات الجنائية. 

مشاركة :