مختبر الفلسفة يناقشُ كتاب «الخبز والحرية» لكروبوتكين

  • 1/18/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بكتاب «الخبز والحرية» للروسي (بيوتر كروبوتكين)، اختتم «مختبر الفلسفة والفكر النقدي»، أواخر ديسمبر الماضي، فعاليات موسمهُ الأول، لعام (2019-2020)، بجلسةٍ حواريةٍ نُاقش فيها كتاب (كروبوتكين)، الذي يدعو قراءهُ للكشف النظري، والفلسفي، والاقتصادي، لماهية التوجه الشيوعي واللاسلطوي أو «الشيوعية الأناركية»، وذلك في «مقر المنبر التقدمي»، إذ انطلقت الجلسة باستعراضٍ عام، لشخصية المؤلف، قدمهُ هشام عقيل، مبينًا بأن «شخصية (كروبوتكين) تنحدرُ من عائلة أرستقراطية رفيعة المستوى في المجتمع الروسي القيصري، إذ كان امتدادًا لـ(آل روريك)، الأسرة الحاكمة السابقة لـ(آل رومانوف) التي تلتها في حكم روسيا».ولفت عقيل بأنهُ «خلافًا للخلفية الاجتماعية التي انحدر منها الأمير (كروبوتكين)، فإنهُ سرعان ما انجذب للكتابة الأناركية (اللاسلطوية)، وانضم إلى جماعات متعصبة، هي (جماعة تشايكوفسكي)، التي كانت منظمة نارودنيكية يقودها الثوري (نيكولاي تشايكوفسكي)، والتي كانت تعادي النظام القيصري في البلاد».وعلى مستوى الكتاب المطروح، بين عقيل بأن الكتاب تُرجم إلى العربية بعنوان «الخبز والحرية»، لافتًا إلى أن ذلك اجتهاد من المترجم، سامح عبود، فيما الأصح، كما يرى عقيل، هو «ترجمتهُ إلى (الاستيلاء على الخبز)، كونها الترجمة الأكثرة أمانة». مشيرًا إلى أن الكتاب «يؤكدُ على توجهُ سلطوي تبناهُ (كروبوتكين)، يختلف عن اللاسلطوية السائدة آنذاك، حيثُ يؤكدُ المؤلف على الشكل العقلاني للاسلطوية، ضد كل الأشكال الجماعية، والفردية، والتعاونية».وعند هذه النقطة، بين أحد المشاركين في الجلسة الحوارية، بأنهُ «لا يمكننا فهم (الشكل العقلاني) الذي يحاول (كروبوتكين) تأطير نظرتهُ اللاسلطوية فيه، دون أن نفهم النظرية الاقتصادية التي يقوم تنظيرهُ عليها»، مبينًا «إن التوجه الاقتصادي للمؤلف لا يختلف في مبدأه، عن ما جاء به (بيير جوزيف برودون) في نظرياته الاقتصادية، التي تعدُ شبيهةً بالنظريات الاقتصادية اللاسلطوية التي انتسب إليها (كروبوتكين)، والتي تعينُ للاقتصاد السياسي، دور الكاشف لحاجات الناس، بدلًا كشف طريقة إنتاجيتهم».عند هذه النقطة، بين طرفُ آخر بأن «ليس لـ(كروبوتكين) أي مفهومٍ لثورات طبقية، بل يتوجهُ فكرهُ السياسي، نحو الشعبوية إلى حدٍ ما»، مدللًا على رأيه، بما ذهب إليه (كروبوتكين)، من كونهِ «أوجد علاقات أبدية للأمور تتجسدُ في كون التاريخ عبارة عن طريقة لتطور السلطة أو الاستبداد، بغض النظر عن الحقيقة الاجتماعية، والتاريخية للسلطة»، مبينًا بأن هذا الرأي «يدعونا لسبر غور الأفكار الحديثة، التي تتداول مثل تلك الفكرة، ولكن بأشكل آخر، وليس أدل من ذلك أفكار (ميشال فوكو)، التي تعين للسلطة وجودًا خطابيًا مطلقًا، لا يمكن النفاذ منهُ، إلا في هيئة ضربات متناثرة هنا وهناك».طرفُ آخر في الحوار، أيد هذه المقاربة لفهم (كروبوتكين)، مؤكدًا «إن المشكلة الأساسية لفكر (كروبوتكين)، تماثل مشكلة سائر الفكر اللاسلطوي، حيثُ تكمن في كون هذا الموقف المطلق للدولة أو السلطة، يغيبُ أية إمكانية حقيقية لدراسة تمرحل الدول، وتناقضاتها الداخلية، وأشكال تمفصل أجهزتها بعضها البعض»، موضحًا بأن «تلك المفاهيم أساسية ولابد على أي فكر استراتيجي سياسي إخضاعها للدراسة»، وبالتالي يستنتجُ المتحدثُ بأن «هذا المشكلة، تدلُ على غياب الفكر السياسي العملي لدى (كروبوتكين)، إذ لا تهمهُ الدراسة التفصيلية لطبيعة الدولة، معينًا لها موقعًا شبيهًا بالماوراء طبيعي».ومن الدولة إلى المرأة والمجتمع في فكر (كروبوتكين)، إذ بين عقيل بأن المؤلف «أكد على أهيمة تحررها من المنزل، منبهًا إلى أن اضطهادها ليس بالأمر الاعتباطي، بل هو نتيجة حتمية للشكل الحديث الذي تتجلى فيه النظم الرأسمالية»، وقد أكد المتداخلون، بأن «المرأة، في كل العالم، ما تزال تعاني من سيطرة المجتمع الأبوي، سواء تجلى ذلك في العلاقات الاقتصادية أو الاجتماعية»، وأشار أحد الحضور، إلى أن «تحرر المرأة لا يكمنُ في التحرر من بعض القيود الحقوقية التي تفرضها المجتمعات، بل في تحررها من الرأسمالية».

مشاركة :