خواطر في التربية الروحيّة

  • 1/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي ما مدى ارتباط السلوكيات السلبيّة، أفكاراً وأفعالاً، بالإخفاق في التربية الروحيّة؟ لا يمكن فصل الفشل هنا عن مآلات التطرف في التفكير والعنف في التصرفات. سيطرح القلم هذا المبحث دون قفازات. بحث التربية الروحية في حدّ ذاته شائك، فالمتطرفون يرون أنفسهم المثل الأعلى في التربية الروحية، وأنهم يمتلكون الحقيقة. هم يفتقرون إلى مرونة العقل الباحث علمياً، وغير قادرين على استيعاب منظومة التربية الروحيّة. يمكن أن يشهروا في وجهك سلاحاً إذا أنت تبسّمت قائلاً: إنه لا يمكن أن تنجح تربية روحيّة منفصلة كليّاً عن تنمية الإحساس بالجمال. لسوء حظنا، لم يخل تاريخنا من صفحات أساءت فهم التربية الروحية، فأساءت إلى تربية الإحساس بالجمال. المواقف السلبية من الموسيقى كفن مثلاً، كانت موجّهة في الواقع إلى التطبيق الماجن للغناء. البرهان: هل كانت الفتاوى التحريمية أو الاستكراهية التي صدرت في العصور الإسلامية، ستصدر حقّاً لو أن أهل الإفتاء وجدوا في مجتمعاتهم موسيقى رفيعة، سيمفونية محلقة في فضاءات الروح، أو ابتهالات وإنشاداً دينيّاً؟ الفتاوى أو الآراء إذاً كانت تستهدف هبوطاً فنيّاً وانحلالاً أخلاقياً واستهتاراً بقيم الجمال وطموح الروح إلى أعلى العلى. كالعادة، نعود إلى الأسرة والمدرسة. التربية الروحية لا تجدي إذا لم نبدأ رعايتها منذ سن الرابعة، إذا لم تكن البداية قبل ذلك. التربية الروحية هي تربية الإحساس بالجمال، من أصغر صغير في الأرض إلى أكبر كبير في الكون. الجمال منظومة أسمى القيم، لأنه مثال التناسب والتماثل والتناغم والتناسق، هو صورة لروعة الخلق. هذا حين يكون ماديّاً في محيطنا الممتد ممّن وممّا حولنا إلى أقصى أقاصي الكون المنظور، أمّا إذا كان غير مرئي كروائع الموسيقى، فبهاء روحيّ على سناء معنويّ، فإذا شبّ الطفل على الإحساس بالجمال في كل شيء، وبأن الإنسانية جمعاء أسرته الصغيرة، وأن عائلته الكبرى هي ذرّات العناصر التي يتكوّن منها جسده، وأن صناعتها تعود إلى الانفجار العظيم ومصانع النجوم إلى اللحظة التي أطلّ فيها على الدنيا، فمن أين للتطرف والعنف أن يسكنا ذهنه وروحه اللذين لا يعرفان غير الجمال؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الجمالية: «والذي نفسه بغير جمال.. لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً». abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :