جاء استدعاء وزارة الخارجية الكويتية، اليوم الجمعة، السفير الإيراني، محمد إيراني، في أعقاب التصريحات المتكررة لقائد القوات الجو فضائية بإيران، حول مشاركة قاعدة علي السالم في الكويت ضمن قواعد أخرى بالمنطقة في العملية التي قتل فيها اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ليفتح الطريق أمام التساؤلات حول تطورات العلاقات بين البلدين نحو طريق مجهول. وتم استدعاء السفير الإيراني الذي اجتمع مع نائب وزير الخارجية، خالد الجارالله، لإعراب الأخير عن "استياء واستغراب الكويت لتكرار مثل هذه التصريحات ومجددا التأكيد على نفي الكويت القاطع مشاركة أي طائرة انطلقت من قاعدة علي السالم". تاريخ العلاقات بين البلدين شهدت العلاقات بين إيران والكويت التفاهم والتميز ورغم ما تشهده المنطقة من تطورات إلا أن هذه العلاقات لم تصل لمرحلة المقاطعة يعود ذلك لأسباب عدة حجم العلاقات بين البلدين اقتصاديا وامنيا وجغرافيا. تشابه في الثوابت تتسم العلاقات بين البلدين بالجذور التاريخية للعلائلات حيث تعود كثير من العائلات الكويتية إلى جذور إيرانية يتغلغلون في شتى المجالات ويؤكد ذلك الزيارات المتبادلة بين الأسر. جغرافيا.. يمثل وقوع الكويت في المثلث الاستراتيجي الذي يربطها بإيران والعراق والسعودية، عاملا جغرافيا هاما مما يجعلها ذات قيمة كبيرة لإيران كدولة استراتيجية. فشل غزو العراق أبرم البلدان خلال العقد الماضي العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وعملت الكويت بحكم موقعها في دول مجلس التعاون على لعب الوسيط بين إيران وبقية الدول الخليجية من أجل تحقيق الموازنة بين جيرانها حيث إن هذا الدور أسهم في تحقيق مكانة لها على الصعيدين الدولي والإقليمي. مد وجزر في العلاقات تعرضت إلى حالة مدّ وجذر في العديد من المراحل، وقد كانت المتغيرات والضغوطات الخارجية التي تركت تأثيرها على دولة الكويت، العامل الأساسي فيها حيث إن العلاقات بين إيران والكويت بقيت على ما يرام طالما أنها انحصرت بالطرفين، لكن عندما كانت تتدخل أطراف أخرى كانت هذه العلاقات تأخذ منحى تصعيديًا، كالمواقف التصعيدية التي اتخذتها الكويت من إيران، وتخفيض الطاقم الدبلوماسي الإيراني في الكويت. مستقبل مجهول تشهد العلاقات بين البلدين تطورات جديدة، بعد استدعاء الكويت للسفير الإيراني، حيث أنه كان آخر الخطوات الودية بين الجانبين اعتماد سفير جديد لإيران في الكويت، وتحدث الجميع وقتها بأن ذلك دليل على أن الكويت تقوم بمراجعة لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران على ضوء المتغيرات الجديدة، بعد أن كانت قد سحبت سفيرها من طهران في 2016 تماشيًا مع الموقف السعودي في ذلك الحين. اقرأ أيضا: الكويت تستدعي السفير الإيراني لهذا السبب
مشاركة :