يوسف أبو لوز عمّق مهرجان الشارقة للشعر النبطي الثقافة الفنية والصوتية لهذا النوع من الشعر الذي يتماثل ويتكامل مع الشعر العربي الفصيح، وعبر دوراته الست عشرة حتى الآن، استطاع المستمع للمئات من شعراء وشاعرات النبطي من أنحاء الوطن العربي تكوين حالة إيقاعية -إن جازت العبارة- من خلال التماس تفعيلات وبحور هذا الشعر التي لا يعرف عنها الكثيرون من شعراء الفصيح.جاذب للقراءة التحقيق المنشور في العدد الخامس من نشرة «الحصباه» التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة مواكبةً لفعاليات المهرجان، فمن خلال الشعراء الذين استطلع التحقيق آراءهم حول بحور الشعر النبطي، وفيما إذا كانت تتشابه أو تتماثل مع بحور الشعر الفصيح، ومدى التقارب والتباعد بين بحور النبطي، وبحور الفصيح يتبيّن لنا كقرّاء وشعراء وعروضيين أن للشعر النبطي بحوره الخاصّة به مثل بحر الصخري، والمسحوب، والهجيني، والحدا، والعرضة أو الحربي كما يشرح ذلك الشاعر الكويتي بندر الفدغوش المشارك في المهرجان.معلومات مهمّة إذاً نحصل عليها من متخصصين ومن شعراء نبطيين تذهب إلى فائدة شعراء النبط، وشعراء الفصيح معاً، والأهم من ذلك أن القارئ المهتم بثقافة الشعر النبطي قد يعرف للمرة الأولى بحوراً أخرى للنبطي تحدث عنها الشاعر العماني سعيد الحجري مثل: المنكوس، السامري، الزهيري، الفراقي، أما شعراء الإمارات فيتميّزون بالتغرودة، والونَّة، ووزن الردح كما تفيد بذلك الشاعرة الإماراتية نايلة الأحبابي.بعض بحور النبطي، يقابلها عروضياً ووزناً وإيقاعاً بحور في الفصيح مثل «المسحوب» الذي يقابله الطويل في الفصيح، ويشير الشاعر والناقد الأردني إبراهيم السواعير إلى بحر نبطي هو الهلالي، ويقول إن بعض الأوزان المجزوءة في الفصيح، تقابلها مجزوءات في النبطي، وإن التماثل بين بحور النبطي، وبحور الفصيح قد يصل أحياناً إلى حدّ التطابق.هذه ثقافة شعرية كرّسها لدينا مهرجان الشارقة للشعر النبطي، وهي ثقافة عامّة، وليست حكراً على الشعراء فقط، بخاصّة إذا عرفنا أن مادة العروض لا تدرّس في المناهج المدرسية العربية في حدود ما أعرف، لا عروض النبطي، ولا عروض الفصيح، وقوام هذا العروض الذي ينبغي أن يعرفه الطالب الإعدادي والثانوي بشكل خاص أساسه معرفي ثقافي، موسيقي، وعلم العروض هو أيضاً أساس ديوان العرب الجمالي والتاريخي، ومع ذلك هو علم غائب تماماً عن مناهج التعليم العربية. yabolouz@gmail.com
مشاركة :