صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية قبل نحو عامين كتاب عنوانه (أم كلثوم في الشعر العربي) للباحث المصري إبراهيم عبدالعزيز أبوزيد، وقد رصد الباحث نحو 80 قصيدة كتبها شعراء مصريون وعرب في سيدة الغناء العربي أم كلثوم، منهم من قابلها وتغنت بشعره مثل أحمد رامي، ومنهم من لم يقابلها مثل جبران خليل جبران، ومنهم تغنت بشعره بعد موته مثل أحمد شوقي، وآخرون لم تغن شيئاً من قصائدهم مثل عباس محمود العقاد. وفي حين يبرز الشاعر أحمد رامي كأهم شاعر عرفت قصائده من خلال صوت أم كلثوم كما أكد أبو زيد لدرجة أن بعض الدارسين عد أم كلثوم ملهمة الشاعر أحمد رامي ابتداء من قصيدة (إليها) التي قال في مطلعها: صوتك هاج الشجو في مسمعي وأرسل المكنون من أدمعي وانتهاء بقصيدة رثائه لأم كلثوم بعد وفاتها عام 1975 ومطلعها: ما جال في خاطري أني سأرثيها بعد الذي صغت من أشجى أغانيها قد كنت أسمعها تشدو فتطربني واليوم أسمعني أبكي وأبكيها صحبتها من ضحى عمري وعشت لها أذوق شهد المعاني ثم أهديها فإن المؤلف في كتابه أورد قصائد شعراء مصر الذين تغنوا بأم كلثوم وكذلك قصائد شعراء من السودان والعراق وشعراء من الشام والمهجر بل أورد المؤلف أيضاً نص قصيدة عنوانها "خرقة مطرزة.. قصيدة عن أم كلثوم"، للشاعر الإسرائيلي روني سوميك، ترجمها سلمان مصالحة. وبهذه المناسبة نذكر أن أبرز شاعر سعودي تغنت أم كلثوم بكلماته هو الأمير عبدالله الفيصل وكل الجمهور العربي يتذكر (ثورة الشك) و(من أجل عينيك)، وقد يظن بعضهم أن تأثير سيدة الغناء العربي وحضورها اقتصر على أوساط النخبة والمثقفين العرب ولكن شواهد الشعر الشعبي تؤكد وصول صوتها وشهرتها إلى أعماق الصحراء العربية ولعل ذلك بقدر ما يعكس شعبية أم كلثوم فإنه يعكس دور الشعر الشعبي في توثيق الحياة الثقافية والاجتماعية في البلاد العربية عموماً وفي بلادنا خصوصاً. فهذا الشاعر عبدالمعين بن ثعلي يعبّر عن حجم همه الكبير بعجز غناء أم كلثوم عبر جهاز الراديو عن صرفها عندما قال: والله ما أبا الرادي ولا يستوي لي دعني من الرادي ولعب أم كلثوم كنّيت لين أبديت غاية حصيلي واستلهت العين الشديهة عن النوم أما الشاعر خلف بن سرحان أحد المولعين بالصيد فيصور أم كلثوم في صورة الطائر المغرد الذي يطربه بصوت كصوت أم كلثوم حيث قال: يا بدر لو تترك توالِ الصقارة ما أنت بعلى تالي الصقارة بملزوم خل الولع لمذبّحين الوبارة والضب صار لْهم عدوٍ من القوم ومنوّل يابدر تطرد خضاره وتفرح إلى أوحيتوا حَسَاس(أم كلثوم) في خايعٍ حد السهل من زبارة وتلقى مداس الجول عقب أصبح اليوم وهناك من شعراء الكسرة الشعبيين من دعاها لزيارة المملكة يقول أحدهم: يا أم كلثوم زورينا بالمملكة لو ثلاث ليال طلّي علينا وشوفينا أنتِ ترى غاية الآمال بل أن أحد شعراء الكسرة قام برثائها بعد وفاتها: يا كوكب الشرق ودعناك بخمسة وتسعين هجرية كل الأطباء مشوا لرضاك تسعين إشاعة وكشفية