نازحو الأنبار.. بين بطش الحشد الشعبي وتنكيل داعش

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مآسي نازحي الانبار مستمرة.. فلقد ترك الالاف من سكان الرمادي منازلهم واصبحوا في مواجهة بطش ميليشيات الحشد الشعبي وارهاب داعش ويعيشون كلاجئيين في وطنهم.. ومع اشتداد ازمة اهالي الانبار فتح اقليم كردستان بوابة الامل امام النازحين السنة من المحافظة عندما قرر استضافتهم بعد ان اغلقت العاصمة بغداد ابوابها في وجههم ومنعتهم من الدخول بدعوى الحفاظ على الامن وخشية تسلل عناصر داعش بينهم. وعلق مئات الالاف من النازحين منذ الشهر الماضي على مداخل العاصمة بغداد في مشهد اظهر مأساة اهالي الرمادي السنية وكشف عداوة من سكان بغداد الشيعة في مشهد يقدم لمحة عن الكارثة التي يواجهها النازحون العراقيون من محافظة الانبار. وقالت عضو مجلس محافظة الانبار نهلة الراوي لـ«عكاظ» ان مبادرة اقليم كردستان باستضافة النازحين السنة من ابناء الانبار شكلت عملية انقاذ لمعاناة كبيرة سببتها حكومة بغداد دون ان تنظر الى الجانب الانساني لهذه المعاناة، معتبرة ما جرى للنازحين السنة مقدمة لاوضاع اكثر خطورة تنتظر العشائر السنية في العراق. ويشكو النازحون الذين يقيمون في خيام على حزام بغداد من مضايقات رجال الامن ومن ميليشيات شيعية تضايقهم ويقول النازح احمد الدليمي الذي هرب مع زوجته واطفاله من جحيم داعش لـ«عكاظ»: لم نتوقع ان تعاملنا حكومة بغداد بهذا الشكل ونحن ابناء الوطن وتغلق ابواب العاصمة في وجوهنا. ويتابع: ان ما يحدث لنا الان هو موت بطيء فنحن نواجه الارهاب والجوع ونقص الاموال والبيوت، لافتا ان السنة النازحين ميتون بأي حال، فإما القتل على يد داعش او الميليشيات الشيعية، مشيرا الى ان قوات الشرطة العراقية تقوم بسحب هويات النازحين حتى لا يتمكنوا من دخول بغداد او التجول فيها. وترفض احياء بغداد الشيعية استقبال او مجرد وجود اي نازح سني فيما تفرض الحكومة القيود المشددة على العراقيين النازحين ولا تسمح لأحد بدخول بغداد الا اذا كان لديه كفيل من سكان العاصمة الامر الذي جعل تجارة الكفالات تزدهر في بغداد، إذ إن بعض الكفلاء يبيعون كفالاتهم باكثر من الف دولار. ومع الموجات الجديدة للمدنيين الفارين من أعمال العنف في الأنبار يوجد الآن المزيد من العراقيين النازحين داخليا يقدرون بما يقرب من ثلاثة ملايين عراقي أكثر مما وجد في ذروة القتال الطائفي الدموي الذي أعقب الغزو الأمريكي عندما كان الملايين من العراقيين قادرين على الفرار إلى سوريا. أغلق ذلك الباب بسبب الحرب الأهلية السورية والآن الأبواب في العراق تغلق أيضا مما يزيد التوترات الطائفية سوءا في حين تحظر السلطات الشيعية المكان الذي يمكن للسنيين الفارين أن يجدوا الأمان. وقال الدكتور جاسم المحمود من النازحين من الرمادي لـ«عكاظ» بأن السلطات العراقية لم تقم بأي مساعدة لاهالي الرمادي، لافتا الى ان العديد من جيرانه بقوا في الرمادي مفضلين البقاء تحت تهديد داعش على الذهاب الى مناطق الشيعة. وقال: معظمهم اخبرني انني إن ذهبت الى بغداد لربما اقتل.

مشاركة :