«الصيف».. ضيف ثقيل الظل على خريطة الصحة اليومية

  • 6/5/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ضيف ثقيل الظل هو فصل الصيف، بكل الأمراض التي يحملها في طيات تقلبات درجات الحرارة، التي تسارع بالارتفاع إلى جانب الرطوبة، حيث تكثر الرحلات إلى الأسواق والملاعب والبحر والشواطىء وتناول الطعام، من دون التأكد من حفظها بطريقة سليمة، تقينا شر الإصابة بالأمراض المختلفة والتسمم الغذائي. الخليج استطلعت آراء عدد من الأطباء والمختصين، حول أهم أمراض الصيف، وسبل الوقاية منها، والإجراءات التي يترتب اتخاذها، قبل طلب العناية الطبية، حيث تبيّن أن الأطفال، هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، بل إن بعضها، كما لدغة النحل على سبيل المثال، تسبب الوفاة، فإن تعرضهم لأشعة الشمس لفترة طويلة، يتسبب في الجفاف والإعياء، وربما فقدان الوعي. تؤكد لطيفة محمد راشد، رئيس قسم التغذية في وزارة الصحة، أن الأفراد معرضين للإصابة بأمراض وتسممات التغذية الميكروبية، خلال فصل الصيف، نتيجة عدم حفظ الطعام في درجات حرارة آمنة، أو تركه لمدة تزيد على الساعتين في درجة حرارة الغرفة، ما يجعلها بيئة مناسبة لنمو الميكروبات، وبالتالي حدوث التسممات الغذائية. أوضحت طيفة محمد راشد، أن من أهم المشاكل الصحية، التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص خلال الصيف، هو الجفاف، نتيجة خسارة الجسم للسوائل، وعدم تعويض هذه الخسارة بشرب ما يكفي منها، وتكون الخسارة أكبر عند الإصابة بالإسهال، أو القيء الشديد، كما يحدث للحوامل، أو الحمى أو التعرق الشديد، نتيجة ممارسة أي مجهود بدني في الطقس الحار، أو التعرض للحرارة الشديدة، حيث أن كبار السن والأطفال والحوامل والرياضيين وذوي الأمراض المزمنة أكثر عرضة للإصابة من غيرهم. وأشارت إلى أن المصابين في حالة الجفاف الشديد، يعانون من العطش والتعب الشديدين، والشعور بالجفاف الشديد في الحلق والأغشية المخاطية، كذلك انخفاض في ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع درجة الحرارة وجفاف الدموع، و حدوث التشنجات في بعض الحالات. وقالت إن العطش، ليس هو المؤشر الجيد الذي يبلغنا بأن الجسم قد وصل لحالة الجفاف، بل لون البول، الذي يصبح داكناً، يشير إلى الجفاف، أما اللون الغامق، فإنه يعني احتياج الجسم للسوائل. وحول وسيلة علاج حالة الجفاف الخفيف، أوضحت راشد أنه يترتب على الفرد تناول محلول الجفاف الجاهز، أو مشروبات خاصة بالرياضيين، أو تحضيرها منزليا، بخلط ملعقة شاي من الملح، و6 ملاعق سكر، ولتر ماء، كما أنه من الأفضل أن تكون درجة حرارة المحلول بارداً، ليزيد معدل الامتصاص، مع أهمية التوقف عن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والشوكولاتة. أما بالنسبة لوسائل الوقاية من الإصابة بالجفاف، فقالت إنه يترتب تناول كمية وافية من السوائل، وتناول الخضراوات والفواكه، لأنها مرتفعة المحتوى من السوائل. خطورة الشمس وفيما يتعلق بتأثير ارتفاع درجات الحرارة على الأطفال، أوضحت د. ليلى البحري، طبيبة أطفال في دبي، أنه في حالة عدم الانتباه، يتعرض الأطفال للإصابة بضربات الشمس، التي تسبقها حروق بالجلد، خاصة لدى ذوي البشرة الحساسة، حيث يبدأ الجلد في الاحمرار، ويصاب بالجفاف، يصاحبه الشعور بالألم، مشيرة إلى أهمية ارتداء الأطفال لقبعات الرأس، وملابس ذات أكمام طويلة، وتناول المياه باستمرار. وتابعت أن الطفل الذي يتعرض لأشعة الشمس بدون تناوله للمياه أو العصائر، خاصة أن 73% من جسده مكون من المياه، يصاب بارتفاع في درجة الحرارة، واحمرار الجلد والعينين، وتوقف التعرق، وقلة إدرار البول، وتشقق الشفتين، كذلك قلة الدمع، إلى درجة أنه قد يبكي من شدة الألم بدون دموع، الأمر الذي يترتب على الأم، اصطحاب طفلها فوراً إلى مكان بارد، ورشه بمياه الصنبور، وإجباره على تناول المياه إذا كان واعيا، أما إذا كان فاقداً للوعي، فعليها نقله إلى المستشفى، بعد رشه بالمياه، لترطيب الجلد. أما بالنسبة للطعام الملوث، وتأثيره على الأطفال، فقد ذكرت الدكتورة البحري أنه في حالة حفظه مبرداً، فإن الطعام يفسد، ويتسبب في إصابة الطفل بتسمم غذائي، يرافقه وجع في البطن وغثيان، وارتفاع درجة الحرارة واقياء وإسهال، كما أنه معرض للإصابة باضطرابات الشوارد، وفقدان الوعي، نتيجة عدم تعويض السوائل المفقودة. وقالت إن أكثر الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي، هي الشيغلا والعنقوديات والسلامونيلا، التي تسبب حمى معوية، وبالتالي الإصابة بالتيفوئيد، في ظل عدم الانتباه لتلوث أيادي الأطفال، خاصة أن مناعتهم أقل من الكبار. ولفتت إلى أن الأطفال عرضة اكثر للإصابة بلدغات الحشرات، نتيجة تكاثرها صيفا، الأمر الذي يترتب فيه على الأم، استخدام مبيدات للقضاء عليها، قبل عودة الأطفال إلى المنزل بأربع ساعات على الأقل، كما يترتب عليها توفير مضادات للحساسية في مكان ظاهر ومعروف، لإعطائها لابنها، فور تعرضه للدغة من إحدى الحشرات، تجنبا للمضاعفات التي قد يعاني منها، ومنها الوفاة في حالة التعرض للدغة النحل. أعراض وعلاج ومن جانبه، أوضح الدكتور سليمان النيال، اختصاصي الأمراض الهضمية والباطنية في دبي، أن الالتهابات المعوية الحادة، من أهم أمراض الصيف، التي تصيب الكبار والصغار على حد سواء، ولكنها أكثر حدة عند الأطفال، لكثرة تعرضهم واختلاطهم بالآخرين، ومشاركتهم في اللعب، ولضعف مناعتهم، أمام أهم أنواع الفيروسات التي تصيبهم، وهي الروتا فيروس، خاصة الأطفال الذين لم يحرص ذووهم على إعطائهم اللقاح الواقي من عمر 6 أسابيع، حتى 8 شهور، وهو لقاح أساسي للأطفال، كذلك نوروفيروس، ويزداد انتشاره عالمياً، ويصيب الصغار والكبار، حيث لا تتجاوز مدة حضانته من عدة ساعات حتى يومين، ويسبب الحرارة وآلام في العضلات والمفاصل، مع إسهال مائي في كثير من الأحيان، كذلك مغص متكرر وغثيان وأحياناً إقياء متكرر. وأضاف أن هذه الأعراض، قد تتراوح من خفيفة أو متوسطة إلى أعراض شديدة ومتكررة، تجعل المريض يحتاج للتروية الوريدية بالسوائل الملحية والسكرية، لتعوض نقص السوائل والأملاح، التي تجعل المريض ضعيفا، أما إذا كانت حالة المريض ليست شديدة، فنكتفي بإعطائه السوائل الملحية، مثل بيديالايت أو بوكاريسويت، مع منعه من تناول غير السوائل في اليوم الأول، لتستطيع أمعاؤه استعادة قدرتها على الامتصاص والحركة، ولا نشجعه أبداً على تناول الحليب ومشتقاته، وهي عادة دارجة عند المصابين بإسهال عادي، نتيجة سوء الهضم. وتابع: أما في اليوم الثاني، فعلى المريض تناول شوربة الخضار والأرز المسلوق، والإكثار من تناول السوائل، ثم يعود تدريجياً لتناول طعام خال من مشتقات الألبان والتوابل والبقوليات والدسم لمدة 5 أيام. أمراض الجلد والبشرة قال ماجد صلاح الدين، اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية في الشارقة، إنه مع ارتفاع درجات الحرارة تدريجيا، حتى تكاد تقترب من الخمسين درجة مئوية في الحدود القصوى، وفى أغلب الأوقات، يصاحب ذلك ارتفاع درجة الرطوبة، يجعل بشرة الإنسان معرضة للإصابة بعدة أمراض جلدية، أو تفاقم بعضها، المصاب بها أصلا. وأوضح أن أكثر المشاكل الجلدية، التي يعاني منها الأفراد في فصل الصيف، تتمثل في الكلف، البقع البنية، النمش، الشامات، الأمراض الفطرية، الحزاز الضوئي، الأرتيكاريا الشمسية، الطفح العرقي، سقوط الشعر، جفاف البشرة، الأكزيما التحسسية، حب الشباب، الوردية، وحروق الشمس. وأضاف أن الأمراض تصيب الكثير ممن يتعرضون لحرارة الشمس المرتفعة لفترات طويلة، خاصة أن درجة الرطوبة تكون أيضا مرتفعة، ما يؤدى إلى تكاثر الفطريات على سطح جلد الإنسان، مشيرا إلى أن أهم أنواع الفطريات التي تصيب الجسم صيفا، هي التنيا الملونة، التي تعتبر من الفطريات السطحية المزمنة، والتي تنتشر في المناطق الحارة خاصة في فصل الصيف، حيث تكثر في دولة الإمارات الإصابات مثل هذه الفطريات، نتيجة الإصابة بفطر يسمى (الملازيزيا - فرفر)، الذي يغزو الجلد محدثاً بقعاً دائرية صغيرة الأبعاد، تغطيها قشور بنية اللون تشبه نخالة القمح، يسهل قشرها من فوق سطح الجلد بواسطة الأظافر، وتكون درجة لون البقع مختلفة من شخص لآخر حسب لونه الأصلي، وفترة تعرضه لأشعة الشمس، ودرجة إصابته بالفطر. وتابع: في معظم الأحيان لا يشكو المريض من حكة جلدية، أو ألم فى مناطق الإصابة، وإنما تكون الشكوى من المظهر غير السار، الذي تسببه البقع باهتة اللون، وأهم مناطق الإصابة هي الرقبة، الصدر، الكتفين، والظهر. وأوضح الدكتور صلاح الدين أن ظهور البقع الفاتحة، التي تميل إلى اللون الأبيض بعد الإصابة بالفطر، بسبب اضطراب في عمل الخلايا الصبغية الجلدية المعروفة بخلايا الميلانيين، فتصبح غير قادرة (مؤقتاً) على إفراز صبغة الميلانيين، التي تعطي الجلد لونه الطبيعي. وأضاف أن فطريات اليدين والقدمين، تصيب الفرد أيضا بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وهذا النوع من الفطريات، يصيب اليدين خاصة منطقة ما بين الأصابع، والقدمين كذلك، ويلاحظ أنه يزداد لدى الذين تتطلب طبيعة عملهم الحركة الزائدة، مثل عمال البناء، وربات البيوت، كما تشمل الإصابة كل الثنايا بين الأصابع، أو بعضا منها، حيث تسبب الفطريات هذه الحكة الشديدة والتسلخات وبياض الجلد، في الأماكن التي تميل للاحمرار.

مشاركة :