تواصل الولايات المتحدة الأميركية الضغط على إيران وأذرعها في المنطقة، ضمن سياسة الضغط القصوى التي تعتمدها إدارة الرئيس دونالد ترمب؛ لإعادة تأسيس ردع صارم بوجه طهران، وفي تصعيد جديد، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية ثلاثة شخصيات لبنانية و12 كياناً على قوائم العقوبات الأميركية بسبب ارتباطهم بمؤسسة «الشهداء» التابعة لحزب الله. وشملت القائمة قاسم بزي مسؤول عن مؤسسة الشهداء، وجواد محمد شفيق نور الدين المسؤول عن تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سورية واليمن، فضلا عن يوسف عاصي مؤسس أتلاس هولدنغ. كما شملت العقوبات محطات وقود مملوكة لأشخاص تابعين لحزب الله. وقال بيان الخزانة الأميركية إن الوزارة مستمرة في إعطاء الأولوية لتعطيل كل ما يخص النشاط المالي لحزب الله بما في ذلك شبكة الدعم المالي، ودعت إلى الإبلاغ عن أي ممتلكات أو مصالح تخص المستهدفين من وراء هذا التعميم في داخل الأراضي الأميركية أو ما يقع داخل حيازة أو سيطرة أميركيين. ومن جانبه، أوضح مساعد وزير الخزانة الأميركية مارشال بلينغسلي، أن مؤسسة الشهداء هي جزء من شبكة حزب الله الإرهابية العالمية، وتعمل كمنظمة شبه حكومية إيرانية في لبنان، مؤكدا أن العقوبات لن تؤثر على أسعار النفط والأدوية في لبنان، ولكنها ستوفر البيئة للأعمال المشروعة من أجل المنافسة العادلة من دون ترهيب حزب الله. وأشار بلينغسلي، في مؤتمر عقده عبر الهاتف إلى جانب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، إلى أن التصنيف يوضح كيف أن حزب الله وأتباعه يضعون مصالح الحزب المالية على رأس أولوياتهم على حساب الشعب اللبناني والاقتصاد اللبناني، في حين أكد شنكر أن «الولايات المتحدة تنظر في فرض عقوبات على أشخاص لبنانيين بموجب قانون ماغنتسكي» من أجل محاربة الفساد. وتحدث بلينغسلي عن جواد نور الدين الذي شملته العقوبات وهو يعمل مديراً لمكتب لبنان في مؤسسة الشهداء، قائلا: «نور الدين يشرف على الإغراءات التي يقدمها حزب الله للعائلات للسماح للشباب الصغار الذهاب إلى القتال والموت في أماكن مثل سورية واليمن حيث يعد الحزب بالدفع لعائلات القتلى والمصابين». وأوضح مساعد وزير الخزانة الأميركي أن العقوبات شملت شركات تابعة لمجموعة أطلس التي تعمل في عدة قطاعات اقتصادية في لبنان بينها النفط والأدوية والألبسة، مشيرا إلى أن شبكة محطات الأمانة تضم إحدى وأربعين محطة وقود. وأكد أن هذه العقوبات لن يكون لها أي أثر على أسعار النفط في لبنان على الإطلاق، ولكنها بالتأكيد ستبدأ بإجبار حزب الله على «التوقف عن منافسة رجال ونساء أعمال يعملون بشكل مشروع في لبنان». وكشف أن حزب الله يحاول التلاعب بسوق الأدوية في لبنان بينما يعاني اللبنانيون من الحصول على إمدادات طبية، مشيراً إلى إن «حزب الله يخبئ أمواله عبر تهريب سلع حيوية للشعب اللبناني مثل الأدوية والنفط وهذا ما يعرض للخطر صحة الشعب اللبناني وصحة الاقتصاد». وقال بلينغسلي إن «حزب الله يحاول السيطرة على الاقتصاد اللبناني بنفس الطريقة التي حاول فيها السيطرة على السياسة في لبنان»، مضيفا «أنه أمر لا يصدق أن يحاول نصرالله (أمين عام حزب الله) لوم الولايات المتحدة وآخرين على الاضطرابات الاقتصادية في لبنان بينما تعمل مؤسساته المالية على إنشاء شركات مثل محطات وقود الأمانة التي تحاول منافسة الشركات المشروعة والصادقة من أجل استجرار المال من محطات الوقود وشركات الأدوية لتمويل حزب الله وعصاباته في أماكن مثل سوريا واليمن». وأضاف بلينغسلي أن نصرالله ادعى خطأ أن حزب الله ليس لديه حسابات مصرفية ولا يهدد القطاع المصرفي في لبنان وهذا ليس حقيقيا، وتابع: «لقد كذب والشركات التي نفرض عليها عقوبات اليوم كلها لديها حسابات مصرفية في مصرف جمال ترست بنك وربما مصارف لبنانية أخرى كذلك». وأكد بلينغسلي أن «مئات الملايين من الدولارات قد سربت من خلال النظام المصرفي اللبناني عبر هذه الشركات من قبل حزب الله وخلافاً للقوانين اللبنانية»، وعبر بلينغسلي عن عزم الولايات المتحدة على مواصلة محاسبة حزب الله الذي اعتبره «سرطاناً للنظام السياسي والاقتصاد اللبناني»، وقال «نعمل على محاولة اقتلاع هذا السرطان».
مشاركة :