أميركا تقلم أظافر إيران في العراق

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يبدي تنظيم داعش مقاومة خلال معاركه التي يخوضها مع القوات العراقية المدعومة من طيران التحالف الدولي، رغم تضاؤل نفوذه في العراق وسورية، تشير التحليلات إلى تكثيف واشنطن مساعيها لتقليم أظافر إيران في الشرق الأوسط عموما، والعراق على وجه الخصوص، لاسيما في ظل غياب استراتيجية واقعية لدى الحكومة العراقية للسيطرة على المناطق المحررة بعد تحريرها من التنظيم المتشدد، مما ينذر باحتمال اندلاع صراعات نفوذ بين إيران والميليشيات من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى. وعقب وصول مبعوث الرئاسة الأميركية، جاريد كوشنر، إلى بغداد ولقائه المسؤولين العراقيين مؤخرا، اعتبر مراقبون أن الزيارة تأتي امتدادا لزيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ولقائه ترمب، وما نتج عنها من تفاهمات، لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بعد العقوبات الاقتصادية. وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن إدارة ترمب تعتزم زيادة دعمها لبغداد في حربها ضد داعش، وضرورة سعي الأولى إلى اتخاذ خطوات جدية وأكثر صرامة إزاء تمدد طهران، الأمر الذي رآه مراقبون بأن العراق قد يتحول إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران. صراع مسبق أشار خبراء ومراقبون، إلى أن واشنطن لا تزال تعاني تبعات غزوها للعراق عام 2003، وما تلته من هجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، واستهدفت مدنيين ومؤسسات رسمية، إضافة إلى مقتل العديد من الجنود الأميركان، قبل أن تتم شرعنة هذه الميليشيات داخل هياكل رسمية موازية للدولة. وطبقا للتقارير الميدانية، تشير تحركات الإدارة الأميركية إلى أن العراق قد يكون المكان الأنسب للرد على نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، وقد تمتد المواجهة إلى سورية ولبنان واليمن وغيرها. وكانت وسائل إعلام أميركية عدت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير مؤخرا إلى العراق، خطوة ناجحة لإبعاد التأثير الإيراني وإنشاء تحالفات استراتيجية جديدة أكثر وثوقا. مواجهة وشيكة فيما يتكبد تنظيم داعش هزائم متلاحقة في الموصل، تتركز اهتمامات المراقبين حول المرحلة الحاسمة التي تعقب تحرير الموصل، وطبيعة الجهة التي ستتولى بسط الأمن فيها، وتحديد مصير الجنود الأميركيين الذين يتمركزون فيها عقب انسحابهم من البلاد عام 2011 ورجوعهم إليها مرة أخرى. كما تؤكد تقارير أنه في حال اندلاع مواجهات مباشرة بين إيران وواشنطن في العراق، فإن الأولى ستسعى إلى افتعال نزاعات شعبية جديدة عبر دعم أطراف طائفية، فيما ستسعى الأخيرة للتحرك على جبهتين عسكريتين بين هزيمة داعش ومواجهة إيران.

مشاركة :