ما زال العالم يتابع بقلق كبير ظهور وانتشار الفيروس كورونا الذي احتل أجندات معظم الوسائل الإعلامية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وما هو الداء الذي سيوقف زحف هذا الوباء العالمي الذي بات يحصد أرواح العشرات من البشر يوميًا في مختلف بقاع العالم. عن مكان وكيفية هذا الفيروس ظهرت الكثير من المقالات والتحليلات العلمية والتحليلية وحتى السياسية منها في أنّ هذا الفيروس إما أنه من منتجات أحد المختبرات التابعة لأجهزة استخبارية عالمية تعمل في مجال السلاح البيولوجي، أو أنه من السلوك الغذائي لبعض المناطق في الصين وخاصة نوعية الأكل الذي يتناولونه واتهام الخفافيش على أنه منه انتقل هذا المرض للإنسان. كثيرة جدًا الاتهامات وقليلة أكثر البحث في حقيقة ظهور وانتشار هذا الفيروس بهذا الشكل المرعب في الكثير من البلدان في العالم ولم يتم ايجاد العلاج له حتى وقتنا الراهن. علمًا أنه لو استمر انتشار هذا المرض ستكون له عواقب كبيرة جدًا على المجتمعات البشرية ككل وفي كافة المجالات. السؤال الهام والذي لا نستطيع الاجابة عنه أو نتجاهله بعض الأحيان وهو علاقة أو الرابط بين ظهور بعض الأمراض بين كل فترة وأخرى مثل انتشار وباء الإيدز والسرطان والسكري وجنون البقر وانفلونزا الطيور والآن كورونا. والمتتبع لخربطة انتشار هذه الأمراض بنفس الوقت يلاحظ أوجه التشابه في انتشارها في الأماكن أو البلدان إما النائية كأفريقيا أو الصاعدة كما الآن في الصين. يظهر الفيروس فجأة ويكوّن معه حالة من الخوف والرعب بين الدول والمجتمعات وبعدها تزول الهالة الاعلامية لينخفض مستوى التهويل لننشغل بأمور أخرى أفظع وأكبر مما سبقتها. محصلة القول، أنّ ما نعيشه منذ مئات السنين ومعظم الأمراض نراها أنها من نتاج العقلية الذكورية المرتبطة بشكل مباشر بالسلطة والربح الأعظمي والذي يؤثر بشكل مباشر على سلوكنا اليومي الاستهلاكي. هذه العقلية التي لا تهتم مطلقًا بحياة البشر ولا بالمجتمعات الانسانية ولا تعرف معنى القيم الاخلاقية التي هي أساس ترابط المجتمعات مع بعضها البعض، بل على العكس أساس عملها يكمن في تفكيك المجتمعات أكثر وأكثر بشتى الوسائل والسبل وأهمها طبعًا نشر الأمراض كي تلهي البشر عن وظائفها الأساسية وتنسى ما تخطط له القوى المهيمنة الدولية لنشر الدمار في كل مكان على حساب المجتمعات وإفقارها حتى مرحلة الجوع والتسول على أبواب الغرب للدواء والأكل والملبس حتى نصل أن تسول الدواء. الاقتصاد الذي ينتعش على نشر الأمراض والفيروسات والحروب والصناعات التقنية والمعلوماتية مصدره واحد وهو احتكار العلم باسم العلم، وجعل الشعوب تنصاع لما تريده هذه الشركات العملاقة من نهب خيرات الوطن بدءً من الانسان وانتهاءً بالقيم المجتمعية وحتى تحطيم المرأة التي تعتبر الحلقة الأضعف في المجتمع والتي يتم استغلالها أبشع استغلال من قبل النظم السلطوية الذكورية. المرأة ضحية كافة حروب الهيمنة للقوى والشركات الناهبة لجهد الشعوب والمجتمعات أينما كانت. فلا فرق بين أن تكون هذه الشركات في أوروبا أو أمريكا أو حتى في شرق آسيا إن كانت الصين أو الهند أو باكستان وكوريا وطبعًا لا ننسى روسيا، الكل يبحث عن الهيمنة ويعمل كل ما بوسعه لفرض هيمنته على الآخر إن كانت دولًا أو شعوبًا وصولًا للمرأة. المرأة التي بكت وتبكي منذ مئات السنين على الحالة التي وصلتها وتعيشها بعدما كانت تُعد من الآلهة التي كانت تعبد ويتم التبرك بها، وصلت لمرحلة العهر بكل نواحيه الروحية والجسدية إرضاءً لشهوات المتمسكين بالسلطة والربح والعقلية الذكورية التي تقضي على المجتمع بكل قيمه الأخلاقية. تبكي المرأة جرّاء الحروب التي تشعلها الشركات الاحتكارية المصنعة للأسلحة كي تبيع السلاح لكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة على السلطة، كما نلاحظ ما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن وليبيا وكشمير وغيرها الكثير من الدول. كذلك تبكي المرأة من على فقدان على فقيدها الذي توفي جراء أحد إصابته بأحد أمراض الشركات المنتجة للدواء كما هو الحال في مرض السرطان والإيدز والآن كورونا مع العلم أن معظم هذه الأمراض وغيرها من منتجات الشركات المهيمنة الناهبة التي لا يهمها سوى الربح الأعظمي على حساب المجتمعات. وأيضًا تبكي المرأة وتقبل بالرضوخ من أجل الحصول على أي منتج معلوماتي تقني في آخر اصداراته مثل هاتف أو كومبيوتر وكأن السعادة تمتلكها حال الحصول عليه. وكل ذلك يتم من خلال الآلة الإعلامية الجبارة التي تمتلكها نفس الشركات التي تروج لمنتجاتها العسكرية منها والدوائية والمعلوماتية، وفي كل هذه الإعلانات تكون المرأة هي الأداة التسويقية والضحية بنفس الوقت. كثيرة هي منتجات قوى السلطة الذكورية وعلى المرأة أن تتحرر منها حتى تعود لذاتها وتكون نواة بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي الذي نحتاجه الآن، أكثر بكثير مما نلهث وراءه من أشياء استهلاكية ليست لها علاقة بحياتنا وهي ليست من الأساسيات بقدر ما هي مكملات لحياة الإنسان. الحروب بكل أنواعها وكذلك التكنولوجيا ومعظم الأمراض كالسرطان والايدز والموضة وانفلونزا الطيور والخنازير والآن كورونا، ومن قبله تم استخدام التشدد الديني والتعصب القومي والتطرف الأثني والطائفي، ما هي إلا أمراض ينبغي التخلص منها وهي من نتاجات القوى المهيمنة الاستغلالية والشركات العابرة للقارات والحدود التي تبحث عن الربح فقط. هنا يأتي دور المرأة المنوط بها كي تنظم ذاتها أكثر وتتخلص من عبودية العقلية الذكورية السلطوية النفعية والبحث عن هويتها الخاصة والعودة إلى طبيعتها على أنها الحرية والجمال والحياة بعينها. فالقضية تتعلق بالعلاقة بين الهوية والحرية. فهل بالإمكان عيش الهوية من دون حرية؟ وهل الحرية الفردية ممكنة من دون هويةٍ مجتمعية حرة؟. لا بد من إضفاء المعنى على العلاقة بين الإرادة الحرة والحرية الحقيقية. الحرية الفردية تبقى ناقصة وشكلية كما يروج لها الغرب، في حال لم تُحَصَّن بالحرية المجتمعية الحقيقية.
مشاركة :