منى زيدو تكتب: الإرهاب وكورونا

  • 4/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت أن كل العالم منشغل في كيفية القضاء على تداعيات فيروس كورونا، نرى أن الإرهاب والإرهابيين منشغلين في كيفية الاستفادة من هذا الأمر للقيام بعمليات إرهابية في أي مكان يرون فيه فراغ كي يفرغوا من يحملونه من قتل ودمار وخراب وترهيب للبشر. إذًا، إنه ديدن الإرهابيين الذين لا همَّ لهم سوى أن يكونوا هم متصدرين الأحداث أينما كانوا، أما المجتمع وما يعانيه من وباء أو جائحات فيروسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فهذا الأمر لا يعني الإرهابيين مطلقًا.هذا ما رأيناه اليوم في أحد أحياء القاهرة من محاولة الإرهابيين استغلال انشغال الدولة في القضاء على فيروس كورونا، وهم منشغلين في كيفية تنفيذهم لعمليات إرهابية يرهبون فيه العباد وكأنَّ لسان حالهم يقول "أننا ما زلنا متواجدين". متناسين أنَّ وإن كان الشعب أو الدولة منشغلة بأمرٍ ما، إلا أنَّ أعينها متربصة لهم وتراقبهم لتنقض عليهم وتقضي عليهم وعلى فكرهم التخريبي والارهابي. إنه الإرهاب الذي لا يعرف معنى الكرامة والمجتمع والانسان ولا يهمه سوى أن يزرع الخوف في المجتمع أينما حلَّ. هكذا كانوا وسيستمروا بفكرهم هذا حتى يقضي الله أمره. لا فرق بين الإرهابيين أينما كانوا طالما أن من يمولهم ويحقنهم بفكرهم الظلامي هو نفس المصدر. فإن كان الإرهابيين في سوريا أو ليبيا وكذلك في مصر الحبيبة، إلا أنهم متشابهون في الفكر الظلامي والارهابي لأنهم ينفذون ما يطلبه منهم خليفتهم أردوغان. فما حصل اليوم في القاهرة ما هو إلا استمرارية لما يحدث في ليبيا وكذلك في سوريا ولا يختلف المنطق الذي يتبعه الإرهابيين أينما كانوا. فكل ما يريدونه أو يفكرون به هو أن يزيدوا في نشر الفوضى والخراب والدمار والهلع بين الناس، وكل ذلك تحت مسمى الدين الذي يُطَوِعونَه وفق مزاجهم وما يريده الخليفة في أنقرة. سيحاول أردوغان استغلال الفراغ الحاصل نتيجة انشغال كل الدول في تصديها لفيروس كورونا وحماية مجتمعاتها من هذه الجائحة التي لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب والإرهابيين. فأردوغان ما زال يواصل ارسال الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا ليزيد نشر الفوضى وبنفس الوقت يعمل على تسليحهم في إدلب وعينه على الشمال السوري كله. طبعًا، هذا مع حالة غض النظر الذي تعيشه القوى الدولية إن كانت روسيا أو أمريكا عمَّا يفعله أردوغان من عربدة إن كان في سوريا أو ليبيا أو مصر. لأنَّ أهدافهم في النهاية تخدم بعضها البعض وهذه القوى الدولية لها مصلحة في نشر هذه الفوضى وحتى إن كان الفاعل هو أردوغان. الرجل الشقي الذي تلفظه كل الدول إن كانت أوروبا أو أمريكا وكذلك روسيا، إلا أنها جميعها بحاجة إليه في تنفيذ أجنداتها ومصالحها في المنطقة. أما متى سيتم التخلص منه فهذا يتوقف على حساباتهم الخاصة وهي مسألة وقت ليست إلا.فحتى يحين وقت التخلص من هذا العربيد والقرصان أردوغان علينا نحن شعوب المنطقة وخاصة النساء مننا أن نقوم بما يقع على عاتقنا من دور تاريخي في توعية العائلة بالدرجة الأولى وضبطهم في وقت يسعون لنشر الفوضى. لأن المرأة بمقدورها تنظيم المجتمع بما تحمله من شعور وعاطفة قوية في حماية وأستقرار المجتمع والعائلة التي تعتبر أصغر خلية في المجتمع.سينتهي الإرهاب وكذلك الإرهابيين مهما طال الزمن لأن المجتمعات تبقى على حق والتاريخ يكون مع الحق مهما حاول الإرهابيين من إيقاف عجلة التاريخ والزمن عن الدوران، إلا أنه نهر التاريخ الذي يجري كما يشاء هو، وإن حاول البعض إيقافه وعرقلته لحين، إلا أن التاريخ سيقول كلمته في النهاية وهذه النهاية ستكون كما الطوفان. ستقضي من خلاله على كل من حاول إيقاف عجلة التاريخ عن السير في مسارها الطبيعي وبنفس الوقت سيفتح التاريخ أبوابه لكل من حارب الإرهابيين والفوضويين.

مشاركة :