عندما نتكلم عن عصب الأمة وقلبها النابض فنحن نتكلم هنا عن الشباب وأغلى ما تمتلك أى أمة هى المقدرات الإنسانية وأغلى المقدرات الإنسانية هم الشباب ولو أردنا أن نعرف كذلك مستقبل أى أمة فلننظر إلى شبابها وإهتماماته فاذا رأيناه شبابا قويا يافعا متعلما فهى أمة قوية أما اذا كان هابط الخلق والثقافة والعلم ومنشغلا بصغائر الأمور فتعتبر تلك الأمة ضعيفة مفككة لذا كان الشباب قديما وحديثا هم عماد الأمة ونهضتها وعليهم تنعقد الأمال فى التطور والتقدم المنشود الذى نطمح جميعا فى الوصول إليه هم الذين حملوا راية الدعوة الى الله وحقق الله على ايديهم النصر الأكبر ودولة الاسلام القوية وكل من واجه اعداء الاسلام قديما كانوا من الشباب قال تعالى(نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) فكل نهضة هم سرها وقوتها وإستمرارها ولكن عندما ننظر الى واقعنا المعاصر نرى فيه أن الشباب الذى تعد نسبته فى العالم العربى بحدود ٢٠% اى قرابة ٥٠ مليون شاب وشابة يعانى من مشكلات عديدة وبريق الأمل والطموح والتقدم يكاد لايرى فى عينيه فمشكلة الشباب تنبع بالأساس من خلل فى سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة الإجتماعية والسياسية الذى يتطلب من الدولة وأجهزتها المختلفة والمثقفين وأساتذة علم النفس والإجتماع والمفكرين والباحثين والعلماء من وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التى تعترض سبيله وتساهم فى حلها كذلك الحكومات العربية ومختلف مؤسساتها الشعبية والرسمية والنقابية والأسر حتى لا تضيع منا طاقة بشرية وحيوية قادرة على القيام بنهضة وتنمية الأمة وعند النظر الى شبابنا بنظرة عامة نجدهم وقد انقسموا الى شباب يعيش بالخيال يحلم بمستقبل زاهر وحياة سعيدة ومكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية مرتفعة ولكن واقعه اليم لا يحمل من المؤهلات والخبرات ما يحقق له حلمه الوردى ، وشباب إعتمادى متكل على الآخرين وغالبا متكل على الوالدين فى تلبية إحتياجاته مفتقر الثقة فى نفسه وفى قدراته، والنوع الآخر من الشباب الذين يحققون معنى كلمة شباب فى أنفسهم ومجتمعهم وهم الفئة التى يتشرف بها المجتمع لأنهم يعرفون دورهم جيدا متحملين مسؤولية أنفسهم ومتحملين مسؤولية تطوير قدراتهم المعرفية والذهنية فى العلم والمعرفة والخبرة ليس لديهم وقت ضائع يستثمروا كل وقت باكتساب معلومة وخبرة جديدة لتنمية مواهبهم وقدراتهم لفائدة أنفسهم ومجتمعهم . وهو الشباب الطموح الواعى الذى يعرف قدرات نفسه جيدا ويوظفها ويستغلها فى الإبداع وإبتكار الأفكار الجديدة والمشاريع الصغيرة وهو الذى يحطم جميع المشكلات بإرادته فى سبيل الوصول لهدفه هذا الشباب الذى يحتاجه المجتمع فى تطوير نفسه وتقدمه فمن واجب الشباب السعى والإجتهاد على نفسه وعدم إهدار الوقت في مالا يعود عليه بالنفع . لذلك من واجب الأسرة تشجيع أولادها وتنمية قدراتهم وتحفيزهم واعطائهم الثقة بالنفس على الإعتماد على أنفسهم وإستغلال قدراتهم وفتح المجالات والأنشطة التى تستوعب طاقتهم . ولقد قامت الدولة المصرية بالإهتمام بالشباب فتعمل على دراسة حلول عديدة للحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب ومنح قروض للشباب الذين يكون لديهم مشروعات إنتاجية من حرف وصناعات صغيرة ومنتجات آخرى وكذلك إصدار قانون لوحدات الطعام المتنقلة كمشاريع انتاجية صغيرة . وكذلك قامت دولة الامارات بعدة خطوات لضمان المشاركة الفعالة للشباب والإستماع الى أرائهم وتعزيز روح القيادة لديهم فالإمارات لديها اصغر وزيرة فى العالم وهى معالى الوزيرة شما المزروعى وزيرة للدولة لشؤون الشباب وهى فى عمر ال ٢٢ . وكذلك فى المملكة العربيةالسعودية فقد تعاونت وزارة الاقتصاد والتخطيط وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى فى وضع إستراتيجية وطنية للشباب وتهدف الى تعزيز مشاركة الشباب فى عمليات التنمية الوطنية ونشر وتعزيز التعليم ومشاركة الشباب فى التنمية . وقامت ايضا الأردن والمغرب وتونس فى إنشاء مشروع مشاركة الشباب فى الحياة العامة وانشاء خدمات عامة تستجيب لإحتياجتهم وتشجيع وتعزيز الحوار بالطرق المبتكرة بين الشباب والسلطات العامة وإشراكهم فى صنع القرار كذلك توفير فرص جديدة للشباب لايصال اصواتهم على المستوى الوطنى . ومن ضمن سياسات الإهتمام بالشباب على المستوى العربى تم انشاء مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة وهو منظمة مجتمع مدنى يعمل بالتعاون مع ادارة الشباب بجامعة الدول العربية لدعم ومساندة الشباب العربى فى كافة المجالات التنموية ويقدم التوعية والتثقيف والتحفيزه على المشاركة فى التنمية المتكاملة بكافة الدول العربية لتحقيق أهداف القومية العربية فلا تنهض أمتنا العربية إلا بشبابها فهم المستقبل هم الأمل المنشود لحياة أفضل وأرقى بفضل طاقتهم وعقولهم المبتكرة الخلاقة.
مشاركة :