د٠ أمل مصطفى “فيه أمل !!”

  • 3/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كم من أمال وأهداف وطموحات رسمناها لأنفسنا وسعينا من أجل تحقيقها ولكن لم نحققها أو أخفقنا فى تنفيذها كم تألمنا من عدم النجاح والفشل المتكرر في مواقف متعددة أو متتالية، وعدم القدرة على فعل ما نريد، كأن مثلا نبحث عن عمل ولا نجد ما يناسبنا ، أونحبط نتيجة عدم التوصل لحلول للمشكلات التي نواجهها نحن ومجتمعنا ، بالإضافة إلى تعرضنا لظروف أقل ما يمكن أن توصف بأنها سيئة أو محبطة . فعند ذلك تسيطر علينا مشاعر الإحباط واليأس ويختفى بريق الأمل والطموح فى أعيننا ونصاب بالضعف والوهن النفسى فى مواجهة ذلك الشعور البغيض. وليس نحن فقط كأفراد من نصاب بالإحباط واليأس، بل أحيانًا شعوب بأكملها تصل لحالة الإحباط فخروجها من مأزق ودخولها في مأزق آخر وسؤ الأحوال الإقتصادية والإجتماعية وعدم شعور الفرد بما يحدث حوله أو يسمعه من إنجازات وتقدم لا يعود عليه بأى نفع مادي أو اجتماعى أو معنوى ، وكذلك عدم إيجاد حلول لمشاكله اليومية،وعدم استطاعته مواجهة المعوقات التى تجعله يعيش حياة إجتماعية سليمة ينعم فيها بأمان وسلام ورخاء وصحة وتعليم ووظائف مناسبة،كذلك ما يلاقيه الفرد فى المجتمعات المختلفة من الطبقية والعنصرية والتميز يتسبب كل ذلك في توليد مشاعر الإحباط واللاأمل . فإحساس الإحباط واليأس وهو يعتبر مرض العصر وما يحدث اليوم في عالم الواقع من خلافات ونزاعات عربية وأخبار يومية مؤلمة والتي لا يُعرف منتهاها وأوباء وأمراض منتشرة وفيروس رغم صغره إلا إنه يهدد ويرعب العالم أجمع يثير الكثير من مشاعر الحيرة والإحباط وفقدان الأمل، وكأن باب الأمل بات مغلقًا، وأن ما بُني في سنوات كثيرة قد يهدم في لحظات أو أيام قليلة. ولكن هذا الشعور القاتم يهلك حياة الانسان ويصيبه بأمراض عديدة إن لم تكن نفسية تكون عضوية إذا ترك نفسه وتمادى فى الشعور بذلك . وهنا يأتى إلينا النور من الله فى آياته الكريمة التى تنهانا عن الإحباط واليأس قال تعالى : (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) و كذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم نهى الأمة نهياً عظيماً عن الوقوع في مرض الإحباط، وحذرها تحذيراً كبيراً من اليأس والقنوط، وفتح لها أبواب الرجاء والأمل، وبشرها بكثير من المبشرات والخيرات ، فكيف ينهانا الله ورسوله عن الانسياق لذلك الشعور ونشعر به ونفقد الامل فى الله ، نحن نعلم أن الطريق ليس خالياً من المكدرات والمنغصات والمصاعب، فلا نيأس منها إذا واجهتنا، بل على الواحد منا أن ينتزع المنح من وسط المحن، ويأتي بالأفكار والحلول من داخل المشاكل والمصاعب، ويستثمر الموجود ليصنع منه المستحيل، ويصر على تحدي الصعاب، ولا يستمع لكلام المحبطين وأقوال المرجفين، وليطرد اليأس والإحباط، فإن العباقرة والكبار لم يخلقوا كباراً، ولم يصلوا إلى الدرجات العالية في لحظة، وإنما هي تجارب ومصاعب، وحركة مستمرة، ونشاط متواصل، وتقويم مستمر، وفشل يعقبه نجاح، وعسر يتبعه يسر. واى فشل نمر به علينا أن نتعلم منه مواقف جديدة للنجاح والتقدم نحو الأمام وتجاوز الواقع ، فلا ترتكب الأخطاء نفسها، ولا ندع الزمان يكرر نفسه، بل نبحث عن حلول جديدة تعينا في واقع حياتنا، وفي تحسين ظروف مجتمعنا.. فالناجح يرى من كل عقبة فرصة للتعلم والتقدم والنجاح . إن الله خلق لنا الدنيا بما فيها من حياة وسخر لنا فيها كل السبل وكل وسائل العيش وأمدنا بروح منه وأمل جديد مع كل يوم تشرق فيه الشمس علينا ان يكون عندنا يقين أن غد أفضل بإذن الله فعلينا ان لا نمل ولا نجعل لليأس مكان فى قلوبنا فحينما تشعر بالإحباط فقط تحدث مع من تحب، ومن يحب لك الخير ومن يدفعك للأمام، فلا تجلس مع المحبطين والمهبطين للعزائم والمدمرين الذين لا يرجون لك الخير، حتى إن كنت تحسبهم من أعز أصدقائك أو أقربائك و عليك بالجد والتعب والإصرار لتقف على أرض خصبة من جديد وعلينا ان نتمسك بقوله تعالى (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه) ومازال فيه أمل.

مشاركة :