د٠ أمل مصطفى ” كورونا وتعقيم النفوس”

  • 4/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش العالم الأن فترة من الفترات الصعبة التى ستدون عبر التاريخ انها من اكبر تحديات العصر فيها اتحد العالم كله بمختلف دوله واطيافه الدينية ضد محاربة عدو واحد عدو خفى لايرى بالعين المجردة فيروس كورونا جند من جنود الله سلطه على العالم لردع جبروت وغرور الإنسان على الأرض ليعرف الإنسان مهما تعاظم بالثروة والعلم فى اى دولة عظمى كانت او صغرى انه عدم لاشىء لا يستطيع امام مقدرة الخالق على اى شىء حتى حماية نفسه وبلده فالكون بيد الخالق وحده يحركه كيف يشاء واصبحت الدول والشعوب حبيسة جدران منازلها لا تستطيع عمل اى شىء ما بين تساؤل هل سنصاب بالعدوى ام يتغافل كورونا عنا؟ اصبحنا مترقبين للأحداث ماذا بعد كم وصل العدد من المصابين والمتعافين ؟ متى يتوقف انتشار المرض والعدوى متى تثبت اعداد المصابين ولا تزيد؟ هل وصلت الدول العظمى بكل إمكانيتها العلمية وحضارتها المزعومة الى اختراع مصل ودواء يحمينا ؟ كم من الاسئلة ستجاوب عليه الأيام القادمة. ولكن على الرغم من التحديات والقلق والتوتر الا ان الله بقدرته يجعلنا نرى المشهد الانسانى بكل جوانبه الدولية والشعبية والإجتماعية وما ظهر فى ذلك المشهد من نواحى إيجابية ومواقف بطولية لبعض الدول والشعوب ومواقف اخرى سلبية جعلتنا نرى الصورة على حقيقتها ونعرف فعلا مدى عمق العلاقات بين الدول وبعضها البعض وافراد الشعب الواحد كذلك بينهم وبين بعض .وسوف نتحدث عن الايجابيات لان السلبيات هى تتحدث عن نفسها وعلينا تصحيحها والحد منها ونشر الوعى والعلم والإهتمام بالبحث العلمى وتطور التعليم واحترام عقلية الفرد واحترام انسانيته ، ومن الإيجابيات على مستوى الدول موقف مصر الشامخ البطولى بإرسال المساعدات الى اقوى الدول واغناها ايطاليا ، بريطانيا ثم الصين ارسلت طائرات عسكرية محملة بكل الدعم الطبى لتلك الدول لمساعدتها على الحد من تفشى المرض وانتشاره فدائما هى مصر تحمل لقب ام الدنيا عن جدارة. كذلك نرى على مستوى الشعوب عودة العائلة والدفء الاسرى اصبحنا نواجه اسرنا واولادنا نشعر بهم نلمسهم ممكن نختلف نتناقش نتحاور ولكننا ببيت واحد فمهما نختلف كافراد اسرة واحدة فنحن جميعا على صفو المشاعر نلتقى فعدنا الى بيوتنا لنرى ونواجه ما احدثه البعد عنها من خلل من فتور وبرود بالمشاركة والمشاعر فمن ايجابيات فيروس كورونا لمتنا خوفنا على بعضنا البعض اجتماعنا مرة اخرى على مائدة واحدة وتدفق المودة والرحمة وزيادة التماسك الأسرى. كذلك من إيجابيات الفيروس انتشار ظاهرة التعقيم والنظافة والابتعاد عن السلام باليد وعادة التقبيل بداع او بدون داع وتجلت ظاهرة النظافة التى تدعو لها كل الاديان فى اروع صورها لما لها من اهمية فى سلامة الأفراد وحمايتهم من الأمراض فان النظافة من الإيمان ولا يكتمل الايمان الا بها ، لقد نجح فيروس كورونا فى أن نُعدل عن عادات سيئة.. بل ونحولها إلى عادات حسنة.. نجح فى أن يجعلنا نحافظ على نظافة وطهارة أبداننا من الخارج فهل ينجح فى أن نحرص علي نظافة أنفسنامن الداخل وطهارة قلوبنا؟ فكما نحصن انفسنا من الخارج ونحافظ على التعقيم والتطهير لكل شىء فينا علينا بانفسنا كذلك من الداخل علينا بتطهير قلوبنا من الغل والحقد والحسد والرياء والنفاق ان نسمو بانفسنا عن الخيانة والكراهية والغدر ، وان نطهر ألسنتنا من النميمة والكذب .عند ذلك ستقوى مناعتنا ويشرق نور الله داخلنا ونقوى على اى فيروس ومرض وتنتهى تلك الفترة بانتصار على الفيروس لا انهزام فيها بقوة نفس وارادة وقوة ايمان لخالقنا وسجود لعظمته وحمده على نعمه التى لا تحصى علينا ونغفل عنها فهل يصح ان بنعم الله علينا نعصاه..إن كل إنسان اصبح يفكر فى الموت حتى وهو آمن فى منزله خوفاً من إصابته بهذا الوباء القاتل، ولم يعد أمام الجميع إلا العودة إلى الله فلا ملجأ من الله الا اليه . هى فترة وترحل وتكون ذكرى وسوف نخرج منها منتصرين باذن الله. فعلينا بالصبر والقوة والارادة فى التغير للافضل والانتصار على كل ضعف وخوف بالايمان الصادق واليقين . قال تعالى ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

مشاركة :