د٠ أمل مصطفى “كورونا وقلوب مطمئنة”

  • 4/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل نشعر أحيانًا بفقدان السيطرة على انفسنا ومشاعرنا؟ هل نشعر بعدم امتلاكنا السلام الداخلي وراحة البال؟ فى ظل هذه الفترة الصعبة والأزمة الراهنة التى نمر بها وتجتاح العالم من وباء يهدد حياتنا ويحصد ما يحصد من ارواح وامال واحلام كنا نسعى لتحقيقها وضغوط نفسية واقتصادية ومادية تعصر قلوبنا قلقا على مستقبلنا ومستقبل اولادنا وعلى كل ما هو آت. هى فترة جعلتنا نفرض على انفسنا عزلة عن حياتنا اليومية عن كل انشطتنا وحياتنا قيدتنا داخل جدران منازلنا مترقبين خائفين مذعورين ان يصلنا عدوى او يمرض احد افراد اسرتنا لذا اصبحنا فى توتر وقلق وضغط نفسى كبير فكيف لنا ان نعيش تلك الفترة كانت قصيرة او طويلة كيف لنا ان نحصل على السلام الداخلى لأنفسنا؟ ربما تكون الخطوة الأولى هي أن ندرك أن العالم وإن كان متقلباً .. وفي الغالب، خارج عن نطاق سيطرتنا، لكن عندما يتعلق الأمر بك شخصياً فأنت هو السائق.. إنه خيارك . أن تكون في سلام مع نفسك هو أن تكون مجهزاً بشكل أفضل لمواجهة العالم. أن تكون في سلام يعني أن تكون مقتنع بنصيبك من الحياة. إذا كنت تسعى للعثور على السلام داخل نفسك ، عش في اللحظة الراهنة. فان عدم القدرة على التخلي عن الماضي والإحساس بالحتمية حول المستقبل سوف يدمر عقلك ،و يمنعك من الاستمتاع باللحظة الراهنة، ومن التركيز كلياً على الحاضر. تقبل كل يوم كما هو. إنه لفارق كبير في الإجهاد الفكري والضغط النفسي عندما تفكر في ما يمكن القيام به اليوم، بدلاً من الغوص في ما كان ينبغي أن يتم أمس، أو ما يمكن أن يحدث غداً. ابحث عن الضحك لو امكنك ذلك..الضحك هو الدواء المجاني والمشترك لكل أمراض العالم وهمومه .. إنه السبيل الأسهل لتفريغ الشحنات السلبية التي تقلق سلامك الداخلي .. ابحث عن الضحك والفكاهة والمزاح البعيد عن الأذى وابتعد تماماً عما يمكن أن يشحنك بالتفكير السلبي والتشاؤم كالأخبار السيئة والصور المريعة التي تستنزف أعصابك وراحة بالك .. أنت لست مسؤولاً عن كل ما يحدث في العالم حولك .. ولن تكون قادرا على حل مشكلاته عبر القلق والحزن المتراكم إثر تلك الأخبار والصور المؤذية ..ركز على الأشياء التي تستطيع التحكم بها ..انظر دائما الى الجزء الممتلئ من الكأس فان لديك الكثير من الأمور التي يمكن عملها لتحظى بحياة سعيدة وسلام داخلي وانت مع افراد اسرتك وابنائك .. الاعتناء بصحتك من خلال الوجبات الصحية وممارسة التمرينات الرياضة بشكل يومي، تحدث مع الأصدقاء المقربين ممن ترتاح لحديثهم عبر الهاتف وتواصل مع اقربائك.تعلم القبول..هناك الكثير من الأشياء التي قد ترغب في تغييرها – لكنك لا تستطيع – وعليك أن تتقبل ذلك. هناك العديد من الاشياء والسلوكيات التى لا تروق لك، فهى ببساطة ضد طبيعتك، ويجب أن تروض نفسك على قبول ذلك. هناك أشخاص من حولك قد لا يتصرفون كما ينبغي، وعلى الرغم من محاولتك للفت نظرهم ، توجيههم، والتفاوض معهم، أوالمناقشة والجدل الصريح ، فلن يتأثروا. ولكن افعل ما تستطيع فعله، وتجنب الإحباط والشعور كما لو كنت تضرب رأسك مرارا بجدار، وذلك من خلال تعلم القبول لكل ما يدور حولك بهدؤ ونفس راضية والتغاضى عما يزعجك ، سامح دائما واملاء نفسك بنور العفو والمسامحة ان القدرة على المسامحة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لك كي تتقدم بعيداً عن الماضي، وتجد السلام داخل نفسك.و اغفر لنفسك، فإن كراهية النفس ستكون كالسرطان في روحك، تأكل ما تجده من احترام لنفسك وثقة وتقدير للذات. كما أن عدم القدرة على مسامحة الآخرين ستكون كحجر في قلبك، يتوسع ببطء ويزيد صلابة ليمنعك من الشعور بشكل أفضل نحو الماضي. ان الغفران والسماح هو جزء من الاستغناء. وتخفيف العاطفة الخانقة المؤذية والمؤثرة عليك وتشرق روحك لمن حولك وينفتح قلبك مرة اخرة وبشكل اخر لكل من اساءوا اليك ويمنحك الشفاء والنمو والمقدرة ويملاء روحك ونفسك بالطاقة الايجابية التى تزيد من مناعتك الصحية. حاول أن تسمح لنفسك ولو ببضعة دقائق من التأمل والاسترخاء اليومي .ومن بين الفوائد العديدة للتأمل أنه يمنحك الهدوء والتبصر. مع التأمل، ستكون قادراً على رصد العالم الداخلي الخاص بك، وإعادة ضبط الأفكار والعواطف بحيث يكون لها معنى.عبر التأمل يمكنك من تخفيف القلق والتوتر النفسى ، وسوف يتسرب القلق والتوتر ببطء بعيدا، كلما مارست التأمل .كذلك اعمل على الاحتفاظ بدفتر يوميات.مذكرات لو كنت من هواة الكتابة وتفريغ المشاعر عبر الكلمات والورق ان الكتابة يمكن أن تكون شافية. فهي في حد ذاتها، أيضا وسيلة يمكن من خلالها جمع الأفكار والعواطف، و ترتيبها لتصبح ذات معنى. ويمكنك تصميم دفتر اليوميات بشكل مناسب لك ووضع تصميمك الخاص له . إذا كنت تجد نفسك مشغولا إلى حد الإلهاء، فالكتابة احدى السبل للسيطرة على تدفق الأفكار والمشاعر – بحيث تعود إليها في وقت لاحق عندما تكون أكثرهدوء. يمكنك أيضا استخدام هذه اليوميات لخلق “مذكرات الامتنان” التي سوف تذكرك بالأشياء الجيدة، والأشياء التي تغيب عن بالك عندما تكون قلقاً أو متوتراً. يمكن أن تكون سجلاً لرحلتك إلى السلام الداخلي، والصراعات التي مررت بها ، والمعالم التي أنجزتها حتى الآن.من يدري؟ ربما في يوم من الأيام ستقوم بنشر اليوميات الخاصة بك بحيث يمكن أن تساعد أيضا شخصاً آخر من خلال تجاربك وانجازتك التى سجلتها وأخيراً .. كن إنساناً جيداً .. التزام القيم والمبادئ كالصدق والوفاء بالوعود ومحبة الناس ومساعدتهم ضمن حدود قدراتك .. سيمنحك قدراً كبيراً من الراحة والرضا والسلام الداخلي، ويبعدك عن التوتر والقلق الذي يعاني منه الأشخاص المشحونين بالكراهية وحب الإنتقام والإنشغال بأمور غيرهم .. وتذكر أن اعمال تفكيرك فيما يجب أن يفعله الناس هو هدر لطاقاتك وبعيد تماماً عن متناول يديك، بينما تغييرك لذاتك هو أمر تتحكم به أنت في اللحظة التي تقرر فيها ذلك دعونا ننتهز هذه المنحة والفرصة الربانية لإستعادة كل جميل فى ارواحنا دعونا نظهر جواهر نفوسنا فى صياغة اخرى لحياتنا ومعاملتنا وعبادتنا دعونا نلجاء الى الله بكل جوارحنا ان يرفع عنا الغمة والابتلاء ونكون اكثر قوة ونخرج من هذه المحنة ونحن اكثر قرب من الله اكثر ود وحب لاسرنا اكثر رحمة وتقوى فى معاملتنا . لان مهما قابلنا من تحديات فهي هدايا من الله عز و جل و سنجد مع مرور الوقت أنها في صالحنا , و لكن يجب أن نغير أفكارنا و نقبل المنحة و تشكر الله قال تعالى (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ))

مشاركة :