لم تعد وسائل الاتصال الأساسية بين شباب اليوم محصورة في رسائل الجوال، أو البريد الإلكتروني، بل تجاوزت ذلك لتشمل العديد من الوسائل الأخرى كالفيس بوك، والتويتر، واليوتيوب، والكيك، وغيرها من الوسائل التي تَعلَّق بها الشباب، وأصبحوا يتواصلون مع بعضهم البعض من خلالها. لم يقف أمر التواصل بين الشباب إلى هذا الحد، بل قاموا بإيجاد لغة جديدة في التواصل فيما بينهم عبر الإنترنت، أطلقوا عليها اسم "عربيزي" أو "فرانكو"، وقد وجدت هذه اللغة انتشارًا واسعًا بين الشباب، وتفسير كلمة "عربيزي" هو هجين بين العربية والإنجليزية، وهي غير محددة القواعد، وتستخدم بكثرة في الدردشة على الإنترنت، وتستخدم فيها الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة، وتكتب عادة باللهجة العامية، وليس باللغة العربية الفصحى، وتجد هذه اللغة انتقادًا في الأوساط الثقافية والاجتماعية لخطرها على اللغة العربية، وكونها أداة لتشويهها، والابتعاد عن المصادر الأساسية لها. لقد كانت مؤشرات ظهور مثل هذه اللغة واضحة، فنحن نواجه منذ زمن تحديًا لتجاهل لغتنا العربية، والتوجه إلى اللغة الإنجليزية، بل وعمد البعض إلى وضع هذا التوجه ليبدأ مع الأطفال منذ الصغر، ومن خلال المدارس الأجنبية، والبعض الآخر يفرض في العديد من المؤتمرات التي تكون في دول عربية، ومن خلال وفود عربية أن يتحدثوا باللغة الإنجليزية، بل يتجاوز ذلك أنك تجد بعض مَن قد يشارك في اجتماعات بين شركات ومؤسسات لهم ممثلون عرب أن تكون لغة الحوار في تلك الاجتماعات هي اللغة الإنجليزية. نعم اللغة الإنجليزية مهمّة، وهي ضرورية، ويجب أن يتم وضع محفزات لتشجيع الناس على تعلّمها، ولكن هناك فرق بين أن تكون ملمًّا باللغة الإنجليزية، وتستطيع أن تتحدث بها بطلاقة، وبين أن تنسلخ من لغتك الأصلية، وتسعى إلى تشويهها، فهل من عودة للدفاع عن لغتنا، والسعي نحو الحفاظ عليها؟! Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :