نورهان البطريق تكتب: كن لنفسك كل شيء

  • 3/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتعافى المرء بالله أولًا، ثم بذاته، فلا يمكن أن يتعافى بأصدقائه قبل أن يؤمن بقدراته. أن يكتفي بنفسه قبل أن يتعافى بأحبابه. أن يملك من الثقة ما يجعله يصدّق أن السعادة قرار وليست منحة يمكن أن يهبها له أحد. أن يدرب نفسه على التجاوز وحده في حالة غياب الرفيق. أن تندرج كافة علاقاته تحت بند "التوقع"؛ بمعنى ألّا يرفع سقف توقعاته، وألا يتعامل بمبدأ الأبدية، فما إن اختفى أحدهم تخبطت أفكاره وتعثرث خطواته.فمن السذاجة أن تصبح حياتك مرهونة بوجود أحد تحت اسم "التعافي"، وهذا ليس معناه أيضًا أن تعتنق الوحدة وتبقى منفردًا، إنما ما أقصده هو ألا تختلّ حياتك متى هجرك أحدهم، فإدراك المرء باحتياجاته كفيل أن يجعله يتعافى كليًا، لأنه أدرى الناس بما يفتقده، وحينها سيكون قادرًا على مداواة نفسه بنفسه، فالوسطية وعدم الانحياز في العلاقات أولى خطوات التعافي، لأنهما قادران على أن يدفعا بصاحبهما بعيدًا عن العلاقات المرهقة. فعندما تصبح ذاتك على رأس أولوياتك وأهم اهتماماتك، حينها ستعتاد التعامل مع من حولك باتّزان دون أن تميل لأحد أكثر من غيره، وذلك إرضاء لنفسك وإشباعًا لرغباتك، من دون أن تفتقد أحدًا ليشاركك ميولك وأهواءك.

مشاركة :