أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الشرطة، فقد حل هذا العام معلنا مرور ستة وستين عاما من العزة والكرامة، ويبقي الخامس والعشرون من يناير رمزا يعبر عن تضحيات رجال الشرطة في سبيل حفظ الأمن وبث الأمان علي حساب راحتهم ، فقد يصل بهم الأمر في بعض الأوقات أن تكون حياتهم الثمن لهذا الاستقرار الذي ننعم به الآن، فهو لا يقتصر علي رجال الشرطة فحسب بل هو عيد يحتفل به المصريون أجمع.يتجلي دور رجال الشرطة علي مر العصور وفي مختلف الآونة بصفة عامة ،وخلال السنوات الماضية بصفة خاصة. حيث قادوا معارك شرسة لتصدي للعمليات الإرهابية الخسيسة التى كانت تسعى لإشاعة الفوضي وزعزعة الاستقرار، ولكنهم دائما كانوا يقفون حائلا ضد أهدافهم البغيضة ،دافعين أرواحهم ودماءهم ثمنًا من أجل الحفاظ على الأرض . فمنهم من قضي نحبه ونال الشهادة التى كان يصبو إليها منذ أن التحق بالكلية، ومنهم من يواصل حربه ضد هؤلاء الجبناء حتي يثأر لزملائه أو يلحق بهم في مرتبة عليين."ضابط شرطة "هي إجابة كل طالب عندما يتوجه إليه مدرسه بالسؤال، فهو حلم يراود الأطفال منذ نعومة أظافرهم، فكل شاب يتلهف أن يسبق اسمه هذا اللقب لما له من وقار وهيبة. فبرغم المخاطر التى باتت تحيط بهذه المهنة خصوصا هذه الأيام إلا أن الطلاب يتهافتون عليها بضراوة ،أعداد كبيرة تصطف حول هذه المؤسسة العريقة آملين في القبول والالتحاق بها. فمهما حاولت العمليات الغادرة من إثارة الذعر والخوف فإنها لن تنال من عزيمة رجالنا البواسل .. فالحفرة كلما حاولت أن تأخذ منها تتسع أكثر فأكثر، فالأب دائما يهيئ ابنه ويحفزه للالتحاق بها، والأم رغم ألم الفراق الذي ينتابها عندما تودعه استعدادا لفترة غياب ستدوم لمدة ثلاثة أشهر ، إلا أنهما يشعران بالفخر والزهو حال قبول ابنهما. ففرحة القبول للانضمام للكليات العسكرية لا يضاهيها فرحة ، لأنه يصبح عضوا داخل مؤسسة تضفي عليه الفخر والشرف حال انتمائه إليها."كلية الشرطة " ستظل الوجهة التى يقصدها الآباء لتقويم سلوك أبنائهم ومن ثم الانتقال من مرحلة المراهقة الطائشة إلي رجال مسئولين عن حماية أوطانهم وتلبية ندائه حال طلبهم.تحية إجلال واحترام لرجال الشرطة في عيدهم تقديرا لمجهودهم المبذول في حماية الأوطان وعطائهم المستمر في بذل أقصي جهدهم من أجل نبذ كل مايثير القلق والخوف في نفوس المواطنين ونزع فتيل الفوضي والعمل دومًا على نشر السلم والسلام في أرجاء البلاد.
مشاركة :