نورهان البطريق تكتب: ابن امه‎

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

باتت المقولة السائدة بين البنات، فعندما تسأل فتاة عن سبب فسخ خطبتها، فإنها تجيب بسرعة تفوق سرعة البرق "أصله طلع ابن امه"، وكأنها الإجابة المحفوظة في أوساط الجامعات، وكأنه الرد المناسب على جميع حالات الانفصال "الفركشة".ويبقى السؤال: هل من المفترض أن ينسب لخالته أو عمته بدلا من أمه؟!الخطبة: هي فترة تعارف بين شخصين قابلة للاستمرار أو الفراق، فقد تسيء الاختيار وتكتشف أنه الشخص غير المناسب، ومن ثم تبتعد دون أن تلقي اتهامها على أمه.فمصطلح "ابن امه" يشير إلى أنه شخص تابع لأمه غير قادر على اتخاذ قرار بمفرده، وبالتالي تتولى عنه هذه المهمة وتدير جميع شئون حياته بدلًا منه."ضعيف الشخصية "المصطلح الأدق لهذه العيوب، فالتابع بطبعه يتبع صديقه، زوجته، مديره في العمل وليست أمه وحدها، ثمة أشخاص خلقوا لا يعرفون معنى القيادة، فهم أفراد عاجزون عن تكوين رأي أو تشكيل قرار، ولذلك يترك لأمه المجال في إدارة حياته الشخصية، كما أنه يتركه أيضا للأصدقاء في مجال العمل.فقد يكون شريك حياتك لا يرغب في تحمل عواقب الأمور، ويسعى جاهدا للانفلات من المسئولية بكل الطرق، ومن ثم يلقيها على عاتق أمه التى لم تجد أمامها حلًا غير أنها تقوم بدوره."ابن امه" الحقيقي هو: من يوازن بين علاقته بأمه وشريكة حياته، هو من يحقق المعادلة الصعبة في رعايتها وإرضائها وعلى الجانب الآخر يخطط لحياته الجديدة كيفما يشاء دون تدخل أحد.فإذا وقع اختيارك على إنسان عديم الشخصية فلا تنسبيه إلى أمه، ولكن انسبي لها هذا الشخص الذي تربى ونال من عمرها أغلب سنواته - إن لم يكن كلها -حتى أصبح ذا منصب مرموق ومستوى اجتماعي رفيع، وها هو الآن يتقدم لخطبتك لتجنى ثمار تعبها.الأم ليست تهمة أو إهانة لكي تلحقي بها خطيبك السابق، أو مجرد كلمة تتلفظي بها حتى تجملي بها صورتك أمام عائلتك وأصدقائك، فكلنا في النهاية ننتمي إلى أمهاتنا ولا عيب في ذلك، لأنها أعظم بكثير من أن تكون شماعة نعلق عليها سوء اختيارنا والذى تنتج عنه علاقة اجتماعية مهما طالت مدتها فإنها ستنتهي بالفشل لا محالة، ارتقوا في اختيار المصطلحات الاجتماعية، ولا ننسى أن كل فتاة لديها أخ فمثلما تقول حتمًا سيقال عنه ذات يوم.

مشاركة :