إبداع البوابة.. بورتريه قصة لـحنان الخولي

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بورتريهفى ملامحك دراما لا تستطيع فرشاتى تجاهلها وأنا أرسُم وجهك حاجبان عابسان من كثرة الشجار فى الحانات على تلك المقولات التافهة التى تليها ملحمة سباب متبادلة بينك وبين الثُمالىّ... تعلوهما ندبة جُرح معركتك الأخيرة مع زجاجة الخمر لتتعثر بالبساط وتسقط على حافة الطاولة غارقا فى دمائك التى اندفعت كنافورة من جبهتك المليئة بخطوط سير الزمن فوق ناصيتك.عيناك غائرتان تقاومان الضوء المنبعث من مصباح غرفتك البائسة... تحتوى جفونك تجاعيد هى من فعل استيقاظك بلا جدوى طوال سنوات غيابك عن الحياة.. أنف عريض كان قادرًا فى يوم ما على شم رائحة القهوة من على بعد عدة أمتار لتحدد نوع البن المنتشرة رائحته.. هى أيضًا كانت آداة فحص عطور النساء، التى كانت تبرع فى تمييز العطر النسائى ولو اختلط بعرق الرجال. حتى تشبعت بكل العطور النسائية لتصنع خلطة مُنفرة لحاسة الشم لدى.. أصبحت تفوح منك رائحة الزمن الغابر مُعتقة بنفحات من كرهى لك.فم انتحرت من على شفاهه كل مفردات الغزل فيما سبق، ليصبح صامتًا منذ سنوات إلا من مشاجرات البارات التى داومت التردد عليها منذ سنوات.لا أعى كيف سأحدد خطوط وجنتيك وذقنك بعد أن استهلكوا من القُبلاّت القديمة التى تركت ندبات غائرة على تفاصيل وجهك الحزين.شعرك الفضى كضوء القمر انعكس نوره بعينى ليثنينى عن استئناف الرسم.من الوهلة الأولى ظننت أننى سأنهى خطوطى بسرعة، لكننى أجهل الآن كيف سأنهى ذلك البورتريه الذى هزمنى بتفاصيل المعاناة. كراهية سبقها حُب ومحاولات كثيرة لاسترداد اتزانك لتستطيع رؤيتى أمامك، أساعدك فى كل مرة تعود منهزما من الخمر والنساء بجسدى النحيل الذى كانت تثقله مساعدتك فى النهوض كل صباح لتحتسى قهوتك التى كنت تخبرنى بأننى رغم انعدام خبرتى بالحياة إلا أننى كنت أُجيد صنع القهوة التى تحبها لتخبرنى أننى الوحيدة بالعالم القادرة على ضبط إيقاع مزاجك صباحًا.تبتسم لى ابتسامة هى كل ما كان لدى لأصمد بجانبك سنوات، حتى ذلك اليوم الذى أخبرتك فيه بأننى لم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذلك، وكأننى أُحدث الحائط ليرتد صوتى لمسامعى مختلطًا بضحكاتك أنت وتلك العاهرة التى أحضرتها للمنزل أمامي.كنت لا تعى سوى شغفك بها وقُبلاتك النهمة لها فى تجاهل متعمد منك لوجودى بالمكان.لم أقو على تحمل رؤية المزيد من مشهد مبتذل لفصل جديد من حياتك لتكمل سقطاتك المتكررة أمامى دون مراعاة لمشاعرى ووجودي.لم أجد سوى الفرار سبيلًا لى ومهربًا منك ومن كل هفواتك وأنانيتك وحبك لذاتك.كنت أهرب من واقعى لرسم الوجوه، ولكنى الآن عاجزة عن رسم وجهك الذى أرهقتنى تفاصيله التى حُفرت بذاكرتى على مدى سنوات لأنهى مسيرتى الفنية عند أول بورتريه رسمته وأنا طفلة بمُخيلة بكر لا تشوبها معاناة الدقة والتناسب وخطوط التشريح.قصة لـ حنان الخولي

مشاركة :