منذ أن تصنعت أنني ممسوسة وأنا على علم بأنك دجال.. تحيط نفسك بهالة من الكلمات والكتب والمصادر العديدة للاطلاع والمعرفة؛ لتحكم قبضتك على ضحاياك فتوهمهم أنك عظيم، لك قدرات روحانية تخترق حد الذكاء، تشعل البخور للتضليل، تبدأ بتمتمة كلماتك التي اكتسبتها من قراءاتك ومطالعاتك لتختبر الضحية.. انزويت أنا وتركت لك روح الضحية الممسوسة بجن جاهل لا يفقه شيئا، لكني كنت أتابع من بعيد وأنا أطلع على كل أنواع المعرفة... أُرسل مع الجن المصنوع من البلاهة كلمات هشة ضعيفة مهترئة لتصنع لك نصوصًا غير مكتملة؛ لتمارس عليها طقوسك الشيطانية المفعمة بالغرور الذي صنعته أنا وغذيته.. تصورتَ أنك تمتلك مفاتيحي بل تفاخرتَ بقول ذلك... ابتسم الجن الساكن بي على سذاجة مفهومك في السيطرة لأنني قبل أن أطلق سراح الخدعة أخفيت كل مفاتيحي وأوهمتك أنك تمتلكها بالفعل. لم أفصح عن حقيقة جموح خيالاتي لأنها قاتلة كالجوارح، كانت لتنبش أكاذيب، وتنزع أقنعة عديدة من وجهك الذي رأيته من أول يومٍ. لو علمت ما بمخيلتي؛ لفزعت واقشعر بدنك من رغبات دفينة قادرة على سحق خيالاتك المحدودة.. عليك وأنت مدفون بين الكتب أن تتلمس أشياء أخرى غير التراب الذي يكسوها.. عليك إزالة الغُبار من على أفكارك ومشاعرك لتحظى ببعض الجاذبية التي ربما تمكنك من استمرارية عملك بالدجل.
مشاركة :