من يقف خلف دابق؟! - أمجد المنيف

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في فبراير الماضي، وعندما تحدثت عن مجلة "دابق"، الصادرة عن التنظيم المتطرف "داعش"، قلت بأنها تخاطب المتلقي الغربي بلغة احترافية، وبعمل مؤسساتي، وهي الامتداد للعمل الإعلامي المنظم للتنظيم، لتؤكد نظرية أن العمل الذي يقوم فيه التنظيم لا يقوم على الاجتهادات الفردية، وإنما عمل استخباراتي منظم، تقف خلفه منظمات ودول! هذه الأيام.. تقول الأخبار الصادرة عن ال BBC إن موقع "أمازون" قد عرض مجلة "دابق"، التي يصدرها التنظيم المتطرف للبيع. ففي الجزء الخاص باسم المؤلف، ظهر اسم "مركز الحياة للإعلام"، وهو الذراع الإعلامية لهذا التنظيم، المعنية بالدعاية في الغرب، ويصدر تقارير إخبارية ومقاطع فيديو. ولأن "أمازون" لم ترد على طلب من ال BBC للتعليق على الخبر عندما نشرته، فلنبدأ معاً بالأسئلة المفتوحة، والمعتمدة على معلومات ذات الأخبار، فعلى سبيل المثال: كيف تم السماح بأن تتوفر النسخ على "أمازون" في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا؟! حول الموضوع نفسه، المتعلق بنشر المجلة في حقول "التجارة الإلكترونية"، تقول ال "صنداي تلغراف" إن أسعار أعداد المجلة تتراوح بين 8 و29 دولارا أميركيا للنسخة الواحدة، وأنه يمكن إيصالها إلى المشتري خلال يوم واحد، وقد تكون مغلفة على شكل هدية.. وهذا الأمر وحده يقدم لنا باقة كبيرة من الأسئلة! وتوصف "دابق"، على الموقع، بأنها "مجلة دورية تركز على مسائل التوحيد، والمنهج، والهجرة، والجهاد والجماعة"، وتتناول - أيضا - قضايا أخرى معاصرة، وتنشر تقارير إخبارية ومقالات متنوعة، وأنها تستخدم تقنيات عالية كي تصدر بطباعة فاخرة وبصور ملونة.. هل فهمتم الرسالة؟ بعد ما يقارب ال48 ساعة، عادت الBBC لتقول: "تم سحب مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم "داعش" من البيع على موقع "أمازون". حيث يبدو أن الموقع اضطر الاستجابة للضغوطات الإعلامية، مع التأكيد بأن شركة ك"أمازون"، المؤسسة على أرضية من السياسات والإجراءات، لن تقدم على خطوة كهذه بشكل ارتجالي، أو الاكتفاء بمنظورها المادي، ولذلك يجب أن نشير إلى أن "السحب" لا يعني بالضرورة عدم تحقيق الهدف من النشر، لأنه (قد) يكون الأمر قائما على هذا السيناريو: نشر/ حملة تعريفية "من خلال الاستنكار" / سحب! حذرنا كثيرا من سياسة "داعش" الإعلامية، التي تعد "دابق" إحدى أهم عناصرها، وتحديدا عبر توظيف الصورة بشكل كبير، مستفيدين من التقنية والشباب، وعن فشل الإعلام المضاد لهذا الانتشار.. وشيء مما يشرح ذلك؛ ما قاله الأستاذ داود الشريان، عبر الزميلة "الحياة: "الأكيد أن الإعلام العربي ابتلع الطعم. وأصبح يتسابق، بحماقة مهنية، على الترويج لصور "داعش"، على رغم أن الإعلام الأميركي رفض بث الصور المُفزِعة في أحداث 11 أيلول (سبتمبر). تنظيم "داعش" سينتهي ولكن ليس قبل أن يحوّلنا، بكل طوائفنا ومذاهبنا، إلى "دواعش". ولهذا علينا منع صوره، ولجم تأثير هدفه المدمِّر. "داعش" مشروع إعلامي يُروّج لفكرة سياسية، هي أشد قتلا وتوحُّشا من طريقته في ذبح البشر.. والسلام

مشاركة :