نحن أقوى من إرهابهم - أمجد المنيف

  • 2/2/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن قياس مدى قوة الدول، وماهية الترابط بين الحكومات والشعوب، في حالات الرخاء، أو فيما يعرف ب"الأوضاع الطبيعية"، وإنما تقاس من خلال الأزمات الطارئة، والتي تعد معيارا دقيقا، وهو ما يحدث لدينا بالتحديد، كأنموذج مختلف في الترابط، والواقع يتحدث بلا تجميل أو تزييف. وبعد أي عمل إرهابي، من المهم أن نقول إن عدم الاستنكار لما حدث، وبعيدا عن المزايدات؛ هو تبرير "ضمني"، بل قد يرتقي ليكون دعما (لشرعنة) مثل هذه الأحداث الإرهابية، لأن مجرد الاعتقاد بصحة ذلك، حتى وإن لم يكن معلنا، هو مشاركة "إرهابية" توجب المحاسبة! حتى نتحدث بمباشرة، ولا نمر على الأفكار المكرورة، فالتعامل مع الحالات الاستثنائية التي طرأت على البلد، من عمليات إرهابية، والحلول التي تنتهجها القوات الأمنية، توضح القوة التي تمتلكها هذه القوات، وترسل لنا كمجتمع رسائل طمأنة، ويمكن أن تختصر في تجاوز الأزمة بعد الأزمة دون المرور ب"قانون الطوارئ"، الذي تستعين به كبرى الدول لتخطي أي منعطف، لأنه الحل المريح لكثير منها، ولنا في الأزمات الأخيرة حول العالم أسوة. لكننا نؤمن أننا مختلفون.. بعد كل طارئ، لا نسمع سوى صوت الوطن، الذي يستنكر كل ما هو نشاز، منحاز لأي شيء، أي شيء غير الوطن، والعمل معا على لغة موحدة، تستنكر الإرهاب، وتلاحق قواعده، والمحرضين عليه، برؤية جمعية موحدة. على الجانب الآخر، إن الأسلوب القذر الذي ينتهجه تنظيم "داعش" الإرهابي، في محاولة الإيقاع بين السنة والشيعة، يظنون أن مثل هذه الحيل يمكن لها أن تنطلي علينا، ولا يعلمون أن المذهب الرئيس الذي ينتمي له الجميع هو المظلة الوطنية، وأن الوطن أكبر من أي شيء يعتقدونه. ولنكن أكثر صراحة.. وحتى نعمل بشكل استباقي، فلا بد من تكرار بعض الأشياء الذي تحاول أن تحد من الإرهاب، بكل أشكاله، لذلك لا بد من القول إن التهاون مع الذين يحترفون بث الكراهية؛ وهم "استثناء"، يغري الذين يبحثون عن متابعين على حساب وحدة الوطن، من بعض رجال الدين وأشباه المثقفين.. والعابثين، وحتى نكون مباشرين، هم معروفون بشكل واضح، وحساباتهم في الشبكات الاجتماعية تعج بالفتنة، وحتى مواقعهم الإلكترونية، ولا أعتقد بأن الوصول لهم، أو وجود ما يدينهم، يحتاج وقتا أو جهدا يستحق الانتظار أطول.. والسلام

مشاركة :