من يمثل «أبو سكروب»؟ - أمجد المنيف

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا بد لنا في البداية أن نعترف أن القصبي ناصر يعتبر الرقم الأصعب في صناعة الدراما السعودية، مهما اتفقنا أو اختلفنا معه، والذي عاد بعد غياب ليشغل كل مساحات الحوار والحديث والمناقشة، بدءاً من المجالس الصغيرة وليس انتهاء بمنابر المساجد، مرورا بالشبكات الاجتماعية والإعلام وغيرها، والذي لم يفقد لياقته بالتوقف، وجاء ليقول إنه الأول رغم تعداد منصات المنافسة، ورغما عن المقاطعة والتهديد والتكفير والقذف! في أول فبراير الماضي، وعندما تحدثت عن سبل مقاومة الدعاية "الداعشية"، قلت بأني أجدني منحازا لرأي الصديق الفنان مشعل المطيري، عندما قال في أحد اللقاءات عن تأثير الصورة في محاربة التطرف، قائلا: "لا زلت مقتنعا أن للدراما دورا مهما في محاربة الإرهاب، فالكثير من الأفكار لا تصل بالكتابة أو بالبرامج التوعوية المباشرة، كما أن كثيرا من الجمهور يتأثر بما يشاهده، ناهيك عن أن فئات كثيرة ليست قارئة للمقالات أو مشاهدة للبرامج.."، وقتها؛ سخر مني صديق آنذاك، واصفا هذا الأمر بأنه "ترف"، لكن ما شاهدناه في "سيلفي"؛ رد على صديقي، وعلى كثير من الذين حاولوا التقليل من دور الفن، في محاربة التطرف وتهذيب السلوك، ومواجهة الدعاية المتطرفة المنظمة. دعونا نتحدث بدقة، وتحديدا عن الحلقات التي عرت التنظيم "الداعشي"، والتي نقلت واقعا وحشيا، يتخذ من الدين عباءة للتستر، ولتبرير الاعتداء على الآخرين، خاصة أن الطرق الدموية التي عرضها في المسلسل - ورغم بشاعتها - تعد أخف بكثير من جرائمهم، إلا أن هذا النوع من الطرح "الصادم" - إن صح وصفه بذلك - هو كفيل بهز صمت المشهد، ولتحريك الأدمغة الراكدة والمهادنة، ولهذا نسأل (بجرأة): كم نموذجا زار مخيلتك وأنت تشاهد الحلقتين؟! كم من الآباء المكلومين كأبي عبدالله تعرفهم..؟ كم من الفقد والخراب.. والجنون! ترى من هو "أبو عكرمة"، في الحقيقة ودون تجميل للواقع، هو شاب يشبه عددا من الذين فروا لأماكن الصراع، بعد أن عاشوا فراغا كبيرا في حياتهم، باختلاف أنواع الفراغ، أو الشعور بالتهميش المجتمعي أو الأسري، وربما رافقه فشل في التعاطي مع الحياة، سواء على المستوى التعليمي أو المهني أو غيره، لذلك "غالبا" ما تجد لديهم ردة فعل حادة، تتمثل في فكرة الانتقام، بشتى أنواع الانتقام وأشكاله، حتى من ذواتهم، التي يريدون لها الخلاص والهروب من التفكير.. والحياة. على الجانب الآخر، من يمثل "أبو سكروب"؟ هو باختصار مصنف كمجرم في المجتمعات السوية، عاش حياته مقتاتاً على الاعتداء على الآخرين، وتناغم مع حياته الإجرامية، التي تقوم على شرعية كل الأفعال التي تؤدي به لتحقيق الأطماع الذاتية، حيث أإن التنظيمات المتطرفة ك"داعش" تجد في هذا الأنموذج مثالا جيدا للاحتضان، لقبوله عادة بكل الأفعال، لأنه بلا هدف ولا رؤية ولا قرار، ولذلك يكون الأمر بالنسبة له "إجراما x إجرام"، بغض النظر عن الطريقة والمكان والمستهدف، وأمثاله كثيرون.. وللحديث بقية. والسلام

مشاركة :