دراما رمضان.. يرحم مزنة | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن نسي الجميع المسلسلات المكسيكية المدبلجة، ظهرت بعدها مباشرة المسلسلات التركية والتي قلت في مقال سابق أنها غزت بيوتنا مثل «الحب المحرم» الذي شوّه كثيرًا من المفاهيم، وذلك المسلسل المبتذل «العشق الممنوع» الذي يتنافى كليًا مع أخلاقنا ومبادئنا التي تربّينا عليها. هذه الدراما الساقطة حملت المفردات غير الأخلاقية، وأوضحت ركاكة وهشاشة النصوص. ونذكر «إكليل الورد» وبعده مسلسل «سنوات الضياع» الذي تحوّل إلى هوس، ولعلني أذكر أن من أكثر المشاهدات تطرفًا هو استخدام أبطال هذه المسلسلات القميئة للترويج للفعاليات، واستضافة هؤلاء الذين حوّلناهم نحن إلى أبطال وإلى نجوم، لأشهر المهرجانات، وسوّقنا موسيقاهم بأن وضعناها نغمات على هواتفنا، وكثير من المشاهدات التي حوّلت ثقافة المسلسل إلى ثقافة ربحية ترويجية.. والسؤال: هل فهمنا وأدركنا فحوى المحتوى في هذه الدراما الساقطة المسمومة؟ لن أُجانب الصواب إذا قلت: إن هذه المسلسلات ضربت الأخلاق والمبادئ في الصميم، وكثير من القنوات سهّلت مهمة هؤلاء، فتلقّفت منهم كل مبتذل، حتى تُروّج له داخل المجتمعات العربية، والمحور الأهم الربح لهذه القنوات. وللحقيقة أقول: جميل هو التنافس في العمل من أجل حصاد ذهبي بقيمه المعنوية، وجميل أن ينظر أي منّا إلى صنيع منافسه فيُقدِّم ما هو أجمل وأفضل منه، وأجدى نفعًا، وجميل أن نرى التنافس وصل حدًا يجاوز الغبطة ما دام الهدف نبيلاً، ولكن القبيح أن نتخلَّى عن قيمنا ومبادئنا ونهدم أخلاقنا.. ولنعلم أنه عندما تفقد الدراما القيم، فإنها تؤدي إلى الإفلاس الثقافي والهبوط الاجتماعي والتدني في أدب الحوار الفني. بقي أن أقول: إن هذه المسلسلات هدمت قيمنا وسبّبت أزمة أخلاقية في مجتمعاتنا، لأنها أبدعت في كيفية طرح هذه المشاهد الساقطة المبتذلة والعلاقات المحرّمة، وأجزم أن كل المسلسلات التركية التي عرضت علينا مبتذلة.. ولكن مسلسل «العشق الممنوع» - كما أوضحت سابقًا - كان بكل تبعاته وفساده وصمة عار على جبين الدراما، كيف لا وقد كان تدريبًا صريحًا لكيفية تطبيق الخيانة، فذلك العجوز الذي بدأ يكتشف خيانة زوجته وبدأت علاقتها تظهر للعيان، حتى أهلها اكتشفوا خيانتها، فبدأت تُفكِّر في كيفية التخلُّص من هذا العار الذي لحقها ولحق أهلها، فقتلت نفسها.. كل هذا يُعرض أمام الأسرة وهي مجتمعة أمام الشاشة، يُتابعون الألفاظ السوقية الساقطة، والحوار غير الحضاري، وهُم يريدون بهذا إثارة غرائز الناس. ستظل الدراما الرمضانية كل عام تُمطرنا بهذه المسلسلات الهابطة الساقطة التي ينطبق عليها المثل: يرحم مزنة.. وستظل الدراما تهدم الأخلاق والقيم والمبادئ طالما هدفها الربح، والربح فقط. maghrabiaa@ngha.med.sa

مشاركة :