وهج الكتابة: كابوس في زمن الكورونا

  • 3/28/2020
  • 09:17
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انه الكَابوسْ يُزلزلُ القلوبَ والرؤُوس دعابةُ العَصرِ ام ارتعاشة الرُعبِ في النُفوسالشوارعُ هجرت عابريها أو كادت. ما عادت المقاهي تغازلُ دخانَ القهوة المتصاعد من أكواب روّادها كما تعودت. ما عادت الضحكات تجلجل في الطرقات بنقائها العادي. الفضاءُ شبه خالٍ والمجمعات التي كانت تكتظُّ بالروّاد يصفّر فيها الخواء. كل شيءٍ فقد نبضه وألقه حتى القلوب. لا حديث الا عن هذا الفيروس المضحك/الخبيث في آن واحد. حتى حديث الحب والغزل والهوى والجوى اختفى من الألسنة. الوجوه متوترة والقلوب متواترة تنتظر المجهول. القادمُ من المجهول.. الذاهب إلى المجهول. كل شيءٍ لم يعد عاديًا، كأنّ زلزالاً وقع واختلطت الأرضُ بالسماء والأفقُ بالبحر. حتى قبلة المسلمين صمتت واقفلوا أبوابها أمام المعتمرين خوفًا من انتشار هذا الفيروس اللعين. منظر صحن الحرم المكي وهو خالٍ تمامًا يؤلم القلب، هذا المكان المقدس الذي لا يخلو أبدًا من البشر بل قوافل من البشر يأتون من أقاصي الأرض ويحلم الكثيرون من الدول النائية الفقيرة ان يكونوا هنا يومًا قبل ان يودعوا الأرض. مشهد لا يخلو من الدراما والحزن! قالوا لن يستطيع هذا الفيروس ان يتحمل حرارة الأجواء في الخليج بعد فترة قريبة حينما ترتفع درجة الحرارة ويتساقط ميتًا بلا روح. نحن لأول مرة ننتظر القيظ الذي لا نحبهُ والحر الذي لا نرحبُ به كي يلهب وجوهنا ويقضي على هذا القاتل المجهول جدًا الذي يزعج البشرية أكثر مما يزعجها من فساد ودم وموت واغتيالات وحمامات من المؤامرات اللعينة.صديقي المجنون حكى لي عن كابوسٍ زاره في ليلة هادئة لا تخلو طبعًا من التوتر «الكروني» الذي يدقُّ حتى أبواب النوم. لم يكن يدري ما ارتكب من جرائم أو آثام أو خطايا لكنه وجد نفسه محكومًا بالإعدام، الغريب في الأمر انه لم يكن خائفًا أو مرعوبًا من قدره غير الرحيم بل المخيف. وقف أمام شرطي في يده مسدس وليس فرقة إعدام. رفع مسدسه لينفذ فيه حكم الإعدام وكان صاحبي واقفًا رابط الجأش من دون أي مشاعر من الخوف، كان فقط قلقًا من مدى الألم الذي سوف يعانيه والرصاصة تخترق قلبه الرومانسي. أطلق الشرطي عليه النار، ولكن الرصاصة، ويا للغرابة، مرت فوق كتفه الأيمن وليس الكتف الأيسر حيث يوجد القلب المتعب من أوجاع العالم ولم يصب بأي سوء. وسمع الشرطي يقول: يَتأجل الإعدام مدة شهرين. وبعد أحداث لا يتذكّرها حكموا عليه بالبراءة. لا يدري ماذا كانت جريمته ولا ماذا فعل بالضبط. لكنه استيقظ من نومه وهو في حالة حيرةٍ شديدة عن معنى هذا الحلم. ولجأ إلي لكي أساعده في تفسيره. تذكرتُ الكرونا وسكت لساني عن الكلام المباح!!Alqaed2@gmail.com

مشاركة :