الطرقاتُ تفكك استباحاتها المقاهي تمسح دموع القهوة وهي تنزفُ مفتقدةً روّادها القلوبُ تعدّ ما للغريبِ وما لها ربما نكونُ من سعداء الحظ في هذا الزمن القميء ونحن نواجه مثل هذه الجائحة المقيتة، نكابد الوحدة والسأم في بيوتنا، بعيدين عن الأهل والأصدقاء والأحباب، مضطرين ومجبرين في محاجرنا الإلزامية، أقول نحن محظوظون في هذا الزمن أن أمامنا نوافذ عديدة نتنفس من خلالها سواء كان ذلك عبر قنوات التلفزيونات الذكية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديدة والتي هي في ازدياد يومًا بعد يوم. صحيح أننا افتقدنا الندوات والمحاضرات واللقاءات الأدبية إلا أن وجود قنوات مثل الفيس بوك والإنسجرام والواتس آب وزووم عوضتنا نسبيًا عن ذلك. فقد شهدت الفترة الماضية نشاطات ثقافية وأدبية مكثفة عبر الشبكة العنكبوتية التي جمعت العالم العربي في بوتقة صغيرة رغم الحظر والفيروس الخبيث. الكل يحاول قهر هذا الوضع بكل الطرق، أنها المقاومة، أنها الأمل. قبل حوالي ثلاثة أسابيع تقريبًا انشأ منتدى جديد تحت اسم «ملتقى القناديل للفكر والأدب» يضم مجموعة كبيرة من الشعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي بقيادة الشاعر المصري د.جمال مرسي والشاعرة السورية الأردنية الجنسية سفانة شتات والشاعرة المغربية نبيلة حماني. وبادر هذا الملتقى إلى تنظيم امسية شعرية عبر الواتس اب امتدت عدة ساعات شارك فيها من البحرين الشاعر علي النهام وأنا ومجموعة شعراء عرب من دول عربية عديدة، حيث كان يتم تقديم كل شاعر صوتيًا ثم يلقي الشاعر قصيدته مسجلة مسبقًا. وفي البحرين لم يستسلم المبدعون لهذه الجائحة المزعجة والتباعد الاجتماعي الممل، ونشطت أسرة الأدباء والكتّاب على هذا الجانب وأبدعت في استخدام الانستجرام كمنصة فعّالة لاستضافة عدد من الكتّاب والشعراء عبر حوالي سبع إلى ثماني ندوات وأمسيات نًظَمت حتى الآن منذ تفشي الفيروس، بمبادرة الدينامو الصديق الشاعر كريم رضي وتحت قيادة الصديق الشاعر إبراهيم بوهندي رئيس مجلس إدارة الأسرة مع وجود خطة للجوء إلى برنامج «زووم» في مرحلة لاحقة. هذه الندوات والأمسيات غطت مواضيع متعددة مثل «الأدب والوباء» للدكتورة صفاء العلوي، و«التجربة الشعرية» للشاعر عبدالله زهير و«التجربة القصصية والروائية» للكاتبة شيماء الوطني و«الترجمة الروائية» للكاتبة ندى نسيم و«التجربة الشعرية» للشاعر خليفة بن عربي و«الترجمة» للمترجم محمد المبارك، و«التجرية الروائية - طريق العنكبوت نموذجًا» لعبدالحميدالقائد و«التجربة القصصية» للقاص العماني محمد سيف الرحبي. هذه الفعاليات العديدة والممتعة خففت كثيرًا من وطأة التباعد الاجتماعي الذي حوّلنا إلى أناس منعزلين ومعزولين نحتاج إلى دفء الأصدقاء والثقافة والإبداع. كل هذه الفعاليات الافتراضية حرّضت السيدة سيما حقيقي، مبدعة الشموع, إلى تنظيم مقابلات مع عدد من الفنانين عبر الإنستجرام، بدأت مع الفنان الجميل عباس الموسوي ثم معي وسوف تواصل مقابلاتها - حسب قولها- مع العديد من الفنانين والموسيقيين والرسامين التشكيليين للتحاور حول دور الشموع في حياة الفنان والكاتب ونظرتهم إلى هذه الشعلة، التي تمثل الحرية والضوء والأمل.Alqaed2@gmail.com
مشاركة :