الجيش الأبيض..."لكم ألف تحية وسلام "بقلم . إبراهيم عمران منذ اسابيع أفاق العالم على جائحة " كورونا المستجد " كارثة لم تكن فى حسابات أكبر الدول ولم تشر اليها توقعات أعظم العلماء ..فجأة أصبح الجميع مطالب بل مأمور بالتخلى عن عمله وعلمه ومنصبه ..وكل دوره فى مقاومة الوباء أن لايفعل شيئا سوى المكث فى بيته ..معزولا عن غيره . إلا فريق واحد هو الفريق الطبى بكل كوادره ..تراجع الجميع وسكن فى بيته إلا أفراد الفريق الطبى الذى تصدر صفوف الدفاع الأولى ضد عدو لايراه أحد .فقد ألقى الجميع المسئولية على عاتقه وحده ليقوم برعاية المرضى وعلاج المرض ومباشرة صحة خطوات الحجر الصحى ..بل علق على جهده درجة احتواء الكارثة والتعامل المثالى معها ..وكعادة الفريق الطبى أن يضع الإنسانية قبل المادة والواجب قبل الحقوق ..هكذا تعلموا وبذلك عاشوا ..وتعاملوا منذ حملوا على عاتقهم مسؤولية هذه المهنة البيضاء ..كبياض سريرتهم وحسن نيتهم وطيبة حلمهم ..صرخ النداء وتعالت الاستغاثة ولم يتخلف أحد. .الكل على أهبة الاستعداد. .حقا عند الشدائد يعرف الرجال . وهاهم يقومون بدورهم ويحققون مالم تحققه أعلى النظم الطبية فى بلدان العالم. .ومن لايشكر الناس لايشكر الله لذا نقول لهم : اليوم عرفنا قدركم وعرف العالم كله قيمة كوادر الفريق الطبى . وندم على مانالهم من ظلم على مر السنوات الماضية من عدم تقدير لجهد ولاتعويض لخطر يتعرضون له كل يوم ولابدل لعدوى لو أصابتهم تفقدهم الصحة بل الحياة ..سنوات ونحن نتربص الأخطاء وننسى الوفاء ..نضخم السلبيات ونتجاهل الإيجابيات. .لو عاملوا دولهم بماعاملتهم لما وجدنا طبيبا فى عمله فى وقت كارثى كهذا ..ولكنهم عاملونا جميعا بالفضل والرحمة ..بالرقى والحكمة ...بالإحسان والعفو لا برد الفعل وصد العون ..تحية لأناس يواصلون الليل بالنهار فى إنقاذ الأرواح. .تحية لأناس يحتفلون بشفاء المرضى كما يحتفلون بأعظم إنجاز ..تحية لأناس يبتسمون فى قمة الجهد وينامون على أسرة الصبر يرتقبون نجاة المريض كما يرتقبون بزوغ فجر الحياة لأقرب الأقربين ..غفلنا حقكم ..واليوم عرفنا قدركم ..ونحن معكم نعدل موازين التقدير والاحترام ..حتى تعود لكم حقوقا سلبها رجال أعمال وفنانون ولاعبى كرة تواروا عند الحاجة وهربوا من سماع نداء الاغاثة ..وبقيتم أنتم تسطرون تاريخا أبيض كملابسكم وقلوبكم وفطرتكم ...حفظكم الله لمصر وحفظ مصر بأمثالكم ...ولكم ألف تحية وسلام...
مشاركة :