اضحكتني صديقتي كثيرآ وهي تطلب مني الكتابة عن يوميات الزوجة المطحونة ولماذا لا فهي القائم بكل الأعمال ألا تستحق الحديث عنها ؟فقلت لها هاتي ما عندك كلي أذان صاغية ..واستمر الحديث لأكثر من الساعة وهي تحكي عن أولادها العفاريت الذين لا يهدئون أبدآ، وزوجها الذي يتدخل في كل شئ، وجيرانها الذين يناكفونها طوال الوقت، وأصدقائها الذين لا يتوقفون عن المحادثات، وأعمال المطبخ التي لا تنتهي، و...و...و...وهنا قاطعت الحديث بسؤال يمنعها من المواصلة وسألتها مباشرة الغدا أيه النهاردة ؟؟؟؟ ضحكت وخرجت من حالة الانفعال وقالتلي رز وبسلة .. فبادرت بالحديث قبل أن تكمل تذمر وشكوي: لا يعقل أن تكون حياتك كلها حكايات حزينة .. ألم تقارني شقاوة أولادك بهدوء البيوت الخالية من الأطفال، ألم تقارني زوجك الذي يتدخل في كل شئ ببيوت لا أزواج فيها، ألم تقارني بيتك الذي لا يسعك وأولادك وزوجك بمن لا بيت له ، ألم تقارني جيرانك ومناوشاتهم بمناطق نائية ليس بها جيران أساسا، ألم تقارني أصدقائك وثرثرتهم بمن لا أصدقاء لهم.لم تفهم صديقتي المغزي من الكلام ولا الرسالة التي أردت أن ابلغها إياها وقالت: حالهم أفضل طبعا…وهنا ايقنت أن المشكلة الوحيدة عند صديقتي لا تتمثل فيمن حولها من البشر وافعالهم التي تثير أعصابها، فالمشكلة تتمثل في نفسها المتذمرة الساخطة دائما والتي تري كل ما حولها خاطئ يجب اصلاحه إلا ما تفعله هي ولم تلتفت إلي كم النعم التي منحها الله لها ويتمناها غيرها .. وهنا اكتفيت من المكالمة وانهيتها لا أسفة عليها .. ومع امنيتي لها بأن ينعم الله عليها بنعمة أخرى ألا وهي الصمت الأبدي ليستريح العالم ..
مشاركة :