د . إلهام الدسوقي تكتب: المعلم .. ما له وما عليه

  • 3/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الأونة الأخيرة بعض التغيرات في نظام التعليم والتي تهدف إلى تحسينه والوصول به إلى العالمية من خلال تحسين قدرات الطلاب وتغير نظم الامتحانات والمناهج والاستعانة بتجارب الدول الأخرى والمتابعات المستمرة والتحفيز. ولم يلق الضوء على أهم جوانب النظام التعليمي وهو المعلم إلا بالمتابعة المستمرة للتأكد من قيامه بعمله في تطبيق المنظومة الجديدة. وللاسف استمر حال المعلم على ما هو عليه فكانت النتيجة اعتراضات على كل ما هو جديد والتمسك بما اعتاد عليه من طرق.     فهل تمت دراسة المعلم من جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والعلمية والتربوية وهل وقفنا على أسباب المشكلات التي تحدث له وتنعكس بالسلب على أداء عمله وبالتالي تأثير أكثر سلبية على منتج العملية التعليمية وهو الطالب. لم يتضمن التغيير انفعالات المعلم وأسبابها وطرق التغلب عليها وتغييرها, لم يلتفت التغيير  للدوافع التي تؤدي بالمعلم إلى خدمة المؤسسة التعليمية أو التمرد عليها, لم يعالج أسباب وصول المعلم لأعراض مثل الاكتئاب والغضب والإحتراق النفسي والبحث عن مهن أخرى, لم يلتفت إلى تحسين سلوكه المهني مع الذات والطلاب والزملاء والمديرين وأولياء الامور والمجتمع ككل بالرغم من أن المعلم هو اليد المنفذة والمتحكمة والمتعاملة والمشكلة للهدف النهائي لهذا النظام وإذا أردنا تقدمًا ورقي لهذه العملية التعليمية فعلينا بالمعلم. ولننظر إلى تجارب الأخرين التي اعتمدت على المعلم كقدوة وحافز وموجه وداعم لتعلم طلابه دون غيره من الجوانب وكانت النتيجة فعالة.       وعلى الرغم من الإعداد الاكاديمي للمعلم والتدريبات المستمرة خلال العمل, فان المعلم لم يستطع مواجهة الكثير من المشكلات النفسية والسلوكية والتي تنبه إلى أهمية هذا النوع من الإعداد النفسي والسلوكي للمعلم, حيث توصل العلماء إلى أن التنمية المهنية للمعلم وخاصة السلوكية والنفسية من أساسيات تحسين التعليم وذلك لما لها من دور في تطوير الأداء التربوي والتعليمي والتدريسي للمعلم والوصول إلى تحقيق مجتمع التعلم, حيث يتأثر أداء المعلم المهني بأفكاره وإتجاهاته وخاصة انفعالاته السلوكية, فالتدريس عملية انفعالية في الأساس وتحمل معها خبرات المعلم الانفعالية كما تحتوي على خبرات الأخرين المحيطين بهم.انتباه يا سادة فقد وضعنا أفضل أنواع الاقمشة في يد مرتعشة لتصنع منها اقيم الثيابوِللحديث بقية عن سلوك المعلم وكيفية تحسينه.

مشاركة :