الجبوري: الشناشيل تلفظ أنفاسها ومعرضي محاولة لإنعاشها

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في محاولته الفنية الجديدة، يحاول النحات العراقي علي كاظم الجبوري بعث الحياة للشناشيل العراقية من جديد، ولفت الأنظار لجمالها قبل أن تذوي بسبب الإهمال والتخريب الذي أصابهما، فكان معرضه الشخصي الأول الذي حمل عنوان (شناشيل) الذي ترافق مع عودة افتتاح أهم وأقدم قاعة للفنون التشكيلية في العراق قاعة (كولبنكيان) بعد إعادة تأهيلها مؤخرًا. ADVERTISING قدم الجبوري خلاصة تجربته في أعمال نحتية عددها (12) عملا نحتيا، أمضى نحو سنتين لأجل إنجازها واستخدم فيها أخشاب الصاج والجاوي وعالجها بطريقة فنية من الحشرات بطريقة النحت وتطعيم الخشب بقياسات أعمال متر وعشرين سنتيمترًا، لم يستخدم فيها سوى ألوان الخشب المعروفة، واستلهم في الأعمال نماذج من مشاهدات واقعية لشناشيل محال وبيوتات بغدادية وبصراوية لم تزل شاخصة حتى اليوم. عن معرضه الذي وصفه بالأول من نوعه لمجسمات الشناشيل العراقية، يقول الجبوري: «التعامل مع الشناشيل يعود إلى أربعة قرون مضت، وهي من أهم مميزات الفن المعماري في العراق، ولا تنحصر أهميتها في خصائصها الفنية المميزة، بل تتعداه إلى أهمية اجتماعية أيضا، وقد قمت بتصوير معظم الشناشيل بكاميرتي الشخصية وذهبت لزيارة أماكن وجودها في كل من البصرة والموصل وبغداد كي تكتمل لدي صورتها على النحو الذي أريده». وأضاف: «هندسة الشناشيل القديمة تحمل طابعا ونكهة مميزتين، لكنها ومع الأسف حتى الآن لم تنفذ كهندسة معمارية في الكثير من الطرز المعمارية الحديثة، وفي عملي حاولت إضافة الشناشيل البصرية على البغدادية لكني لم أفلح لأن كلا منها لها نكهة خاصة». وعن خاصية الاشتغال كنحات في الشناشيل خصوصًا، قال: «الشناشيل تحمل جانب الحرفة اليدوية، وهذا هو جزء من تخصصي كفني في هندسة الميكانيكا وقد ساعدني ذلك كثيرا في العمل، ولدي تصاميم في بعض البيوتات العراقية لأعمال تشابه أعمال الشناشيل البغدادية صممتها كواجهات وجداريات مميزة». هل أعماله للبيع؟ يجيب: «لا يهمني أن يقتنيها أحد، قدر ما يهمني إحياء التراث العراقي، الذي يتعرض للانقراض وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد هجمة أغلفة الالكيبوند، في حين أن العاصمة بغداد بحاجة إلى تجديد ساحاتها وواجهاتها بمثل أعمال كهذه تعيد لها تراثها الجميل». الجبوري ما زال يستذكر بشيء من العرفان، الشرارة الأولى لانطلاق المعرض الشخصي الأول لمجسمات الشناشيل البغدادية، عبر دعم الدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية عندما شاهد أعماله أول مرة ونصحه بإنجاز البقية لتكون ضمن باكورة إعادة افتتاح أهم قاعة للفنون التشكيلية في بغداد وهكذا كان. يقول: «أعتز لأن اسمي ارتبط باسم قاعة كولبنكيان وهذا أهم إنجاز لي». وماذا بعد نجاح معرض الشناشيل، ما هي الأمنيات: «أتمنى من الحكومة العراقية الاهتمام بالفنان أولا، وأن يجري التعامل مع الشناشيل بمزيد من الاهتمام لأنها حاليا تلفظ أنفاسها الأخيرة، في مناطق العلاوي والكاظمية والكرادة والأعظمية وغيرها، ويا ريت نزيد شوارعنا وساحاتنا بالكثير من الأعمال الفنية التي تجسد الشناشيل لأنها عنوان لحضارة وتراث البلاد». ولفت يقول بحماسة: «لدي الاستعداد لتأهيل الشناشيل المتضررة وإعادة رونقها». الفنان علي الجبوري مواليد 1963 خريج معهد تكنولوجيا، حصل على شهادة ميكانيكا من إنجلترا، لم يتعلم النحت، ويصف نفسه بالفنان الفطري، ولديه نحو 12 مشاركة في معارض فنية جماعية قبل عام 2003.

مشاركة :