إثيوبيا متمسكة باستكمال «سد النهضة» بعد تقارب مصري ـ سوداني

  • 4/12/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد يومين من توافق مصري - سوداني، على مرجعية «مسار واشنطن» التوافقي بشأن آلية بناء سد النهضة الإثيوبي، جددت أديس أبابا تمسكها باستكمال العمل في مشروعها العملاق الذي تخشى القاهرة من تأثيراته على تدفق مياه النيل الذي يعد المورد الرئيسي لاحتياجاتها المائية.ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ»، أول من أمس، عن وزير الدولة الإثيوبي للشؤون المالية أيوب تيكالين، قوله، إن «استكمال وملء أكبر خزان للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وإنتاج الكهرباء منه، أولوية أولى بالنسبة لإثيوبيا»، وأوضح أن «فيروس كورونا المستجد قد يعيد ترتيب أولويات مشروعات بسبب هذه الأزمة، لكن سد النهضة الإثيوبي العظيم، ليس واحداً منها... ونحن ماضون في الالتزام بالجدول الزمني، وسنملأ السد وسنبدأ في توليد الطاقة».ومثلت قضية استكمال بناء وملء السد دون التوافق، مشكلة جوهرية ضمن مسار المفاوضات الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي، خلال أواخر العام الماضي ومطلع السنة الحالية، وتخلفت أديس أبابا عند حضور الجولات الختامية، فيما وقعت مصر على مسودة اتفاق بالأحرف الأولى، ودعت الخرطوم وإثيوبيا إلى النهج نفسه، وشدد بيان أميركي على ضرورة التوافق قبل المضي في ملء السد.وكان السودان ومصر أكدا التمسك بمسودة واشنطن، الخاصة بقواعد الملء الأول، وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ، الموقع بين الدول الثلاث بالخرطوم في 2015.والتقى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الخميس الماضي، بالخرطوم، وفداً مصرياً ضم وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وحضر اللقاء من الجانب السوداني وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، ومدير المخابرات العامة جمال عبد المجيد.وذكر بيان صادر عن اللقاء أن الجانبين أكدا التمسك بما تمّ التوافق عليه، بمرجعية مسار واشنطن لقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة. بدوره، رأى عميد «معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل» الدكتور عدلي سعداوي، أن «التمسك الإثيوبي بالتحرك المنفرد والمواقف المتشددة محاولة للضغط على طرفي المفاوضات، خصوصاً بعد تقارب المواقف بين القاهرة والخرطوم، وزيادة مساحات التنسيق وإعلان التمسك بمسار واشنطن الذي تحاول أديس أبابا التملص من مخرجاته، والتي من أهمها ضرورة التوافق بين أطراف القضية الثلاث قبل البدء في الملء والتخزين للمياه».وقال سعداوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «التلويح الدائم خلال الأيام الماضية من جانب أديس أبابا بالمواقف المتشددة والاستمرار في تشييد السد، لا يمكن تفسيره بمعزل عن ضعف الموقف التفاوضي خصوصاً أمام عواصم عربية وأوروبية تمكنت مصر من التواصل الجيد معها وبيان حقيقة المفاوضات، وحشد الدعم لموقفها».وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مطلع الشهر الحالي، بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاق العمل في السد، إن الملء «سيبدأ في موسم الأمطار المقبل يبدأ في يونيو (حزيران)، رغم تحديات وباء كورونا».وأعلنت مصر من قبل «رفضها التام» لاعتزام إثيوبيا المضي في ملء الخزان، مع استمرار الأعمال الإنشائية للسد دون اتفاق، واعتبرته «مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية».

مشاركة :