كم تعجبني المبادرات التّطوعية التي لا هَدف لها إلاّ خدمة المجتمع، ولاسيما إذا كان أبطالها شباب هذا الوطن! ولأن طلاب وطالبات جامعة طيبة بالمدينة المنورة من النماذج الرائدة والمشرقة في هذا الميدان، فهذا فريق (تميزي التطوعي) أطلق الأسبوع الماضي برنامجًا جديدًا تحت عنوان (مدينة العطاء)، يهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، ومحاولة بَثّ فضيلة التكافل الاجتماعي فيه بالتوعية والممارسة الفِعليّة، وكذا سَدّ حاجيات الأُسَر المحتاجة في المدينة النبوية. البرنامج تقوم فكرته على بناء مدينة عطاء مصغرة داخل (أسواق الراشد مول)، تشتمل على جناحين: أحدهما للفعاليات والمطبوعات التوعوِيّة للكبار والصغار، والآخر يُعْرَضُ فيه حاجيات العائلات الفقيرة من الأجهزة المنزلية الضرورية، التي بإمكان الزوّار المساهمة بشرائها كلٌ بقدر استطاعته، لِيَتم بعدها إيصالها لأصحابها بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية المشاركة. هذا البرنامج وإنْ كان يستهدف شرائح المجتمع كافة؛ لكنه يُركِزُ تحديدًا في قيمه النبيلة على ثلاث فئات: (المُعَلمات، والشباب والشّابات والطالبات، والأطفال)! وبحسب الإحصائيات التي توصل لها الفريق فإنّ في المدينة المنورة أكثر من (13 ألف معلمة، و140 ألف شاب وفتاة، و166 ألف طفل وطفلة)، هذه دعوة لهم ولأسرهم للمساهمة في نجاح مدينة العطاء من خلال زيارتها والتفاعل معها خلال المدة من 29 شعبان وحتى العاشر من شهر رمضان المبارك! شكرًا لـ(فريق تميزي) على جهوده الكبيرة وبرامجه التطوعية الرائدة، والشكر لجامعة طيبة ممثلة بمعالي مديرها الدكتور عدنان المزروع وعمادة شؤون الطلاب وجميع منسوبيها لرعايتهم لهذا الفريق وأشقائه في التطوع. أخيرًا ما زلت مُقتنعًا بأن طلاب وطالبات جامعة طيبة هم الأحق بجائزة المدينة للمسؤولية الاجتماعية، وما زلت أنادي رجال الأعمال بمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام: (أرجوكم.. تكفون) شجعوا أبناءكم أولئك، واستثمروا حماسهم في خدمة دينهم ومجتمعهم ووطنهم. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :