مدينة المنصورة وبنك الغارمات! | عبد الله منور الجميلي

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

(اثنا عشر شابًا) من مدينة المنصورة -إحدى مدن (جمهورية مصر العربيَّة)- قاموا بمبادرة رمضانيَّة رائعة، حيثُ أطلقوا برنامج (المنصورة بلا غَارِمَات)، فمن زكاة أموالهم، وبما جمعوه من تبرُّعات رجال الأعمال والأهالِي في مدينتهم، استطاعوا تسديد ديون مجموعة من النسوة المسجونات في قضايا ماديَّة، لكي يقْضِيْنَ أيَّام العِيْد في أحضان أُسَرهِنَّ. خطوة جميلة من شباب مُحِب للخير، ذكَّرتني بما سبق وأن طرحته في هذه الزاوية حول أهميَّة النّظَر في حال (فِئة الغَارِمِيْن والغَارِمَات)؛ فإذا كان هناك -ولله الحمد- في وطننا الكثير من الجمعيَّات الخيريَّة التي تهتم بشؤون الفقراء والمساكين والأيتام؛ فإنَّ تلك الفئة بعيدة تمامًا عن المشهد رغم قسوة ما تَعِيْشَه، وما ترتب عليه من تَبِعَات سلبيَّة اجتماعيَّة ونفسيَّة تتجاوز حدود المَدِيْن، لتصل لأسرته وأبنائه. فنعم هناك طائفة محدودة لها تصرُّفات طائشة، وغير محسوبة العواقب، جعلتها سجينَة الدِّيون؛ لكن الأغلبيَّة من أُسَارَى القروض كانت ظروف الفقر والحاجة، والعِلاج، والزَّواج، ثمَّ قضاء الدَّيْن بآخر هي أسباب معاناتهم. فهذا تأكيد على دعوات سابقة بإطلاق (جمعيَّة خيريَّة، وبنك وقفي) لمساعدة أولئك المساكين، وفق شروط ميسَّرة (بعيدة عن البيروقراطيَّة والتعقيدات الإداريَّة)؛ التي لا تَنظر في المرَّة الأولى، بل والثانية إلى (طِيش تعاملاتهم الماليَّة)؛ ولكن ليكُن الهَمّ الأكبر إطلاق سراحهم. وفي بعض الحالات لا يشترط أن تكون الوسيلة فقط السداد المباشر للدَّيْن؛ ولكن من الممكن شراؤه عن الغارم، ثمَّ تقسيطه عليه (دون فوائد) بما يفكُّ أسره، ويضمن له ولأسرته فيما تبقَّى مِن دخله الحياة الكريمة. أخيرًا، وحتَّى ترى تلك الجمعيَّة، أو ذاك البنك الوقفي النّور كم أتمنَّى تكرار تجربة شباب المنصورة في كل مدينة وقرية! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :