د.فتحى حسين يكتب: سقطة «نيوتن» !

  • 4/23/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سقطة مهنية جسيمة وقعت فيها جريدة المصري  اليوم  الخاصة عندما أطلقت  دعوة مشبوهة عبر حملة قادها مؤسسها رجل الاعمال صلاح دياب عبر مقاله تحت امضاء " نيوتن" وهي دعوي لفصل واستقلالية اقليم سيناء عن مصر من اجل تحقيق التنمية! وهي قول  يراد به باطل و دعوة غير وطنية بالطبع وتضر بالامن القومي للبلاد بلا شك! وتعطي الصلاحية للكيان الاسرائيلي بان سيناء لقمة سهلة لها  او ربما تصبح سيناء ولاية خاصة لجماعة داعش الارهابية لا قدر الامكان ! ووهذا الامر قوبل باستهجان ورفض شديد من المواطنين و هي دعوة تشوبها الاهداف الرخيصة التي تخدم الكيان الصهيوني المتربص بنا في كل الاوقات خاصة أن كاتب هذه المقالات من المطبعين مع العدو الصهيوني بدليل انه يستعين  ب ٧٠ خبير زراعي إسرائيلي يعمل معه في انتاج الفراولة بمزارعه!فما معني أن يقول كاتب المقالات بان الفترة من ١٩٦٧ حتي ١٩٧٣ شهدت سيناء تنمية لم تشهدها خلال عقود او سنوات مديدة . وهي الفترة التي كانت محتلة من قبل اسرائيل !    وهي دعوة بلا شك تستوجب الجزاء والعقاب مثلما فعل المجلس الاعلي للاعلام مع تلك الصحيفة التي احرص علي قراءتها للاسف الشديد ولكني صدمت كثيرا عندما تابعت هذه الحالة الممنهجة للدعوة المشبوهة بفصل سيناء ، مما دعا المجلس ايضا الي تحويل الامر  للنائب العام  ايضا للتحقيق في الشق الجنائي والامني!اعتقد ان الجريدة في حملتها هذه ، قدمت نموذجا سلبيا لحرية الرأي والتعبير يستهدف الهدم لا البناء يضر بالوطن بلا شك، و لا يقدم مصلحته ، بل يؤدي الي  نشر الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ولا يعزز تلاحمه وصلابته !! فنحن نعيش كمصريين فقط داخل الدولة ولا فرقة بيننا في اي شيء.ولم تدرك المصري اليوم أن حرية الرأي والتعبير وإن كانت مكفولة إلا أنها ليست مطلقة ليحتمي بها من يخالف أحكام الدستور ويهدم قيم وثوابت المجتمع ! وإنما الحرية هي مسؤلية اجتماعية و وطنية في الأساس وهي المصونة هي التي إطارها الحفاظ على ثوابت المجتمع وقيمه وتقاليده والتراث التاريخي له.! فحرية الرأي والتعبير لا يقتصر أثرها على صاحب الرأي وحده بل يمتد إلى المجتمع ككل فتكون مصونة إذا كانت في إطارها المشروع!فلا صون للآراء التي تنعدم قيمها والتي ترمي إلى الفرقة ونشر الأحقاد والضغائن أو التي تمس وحدة الوطن وتهدد أمنه القومي.!ويذكر بانه في خمسينات القرن العشرين ظهرت دعوات من اجل توطين الفلسطينيين في سيناء وفشلت وجاءت بعدها صفقة القرن بتوطين الفلسطينيين مرة اخري في سيناء من اجل انهاء القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل في عهد الاخوان ولكنها فشلت ايضا بفضل الله تعالى ويقظة الجيش المصري الذي هو الحصن والسند. لذلك فدعوة انفصال سيناء هي مجرد وهم ينطقون به اعداء هذا الوطن ،  فالتنمية لا تحقق بالانفصال وانما بربط سيناء الغالية علينا بمحافظات الدلتا والصعيد بالزراعة والصناعة واقامة المؤسسات التعليمية كالجامعات والمدارس والمستشفيات مثلما تقام حاليا عدد من الجامعات هناك مثل جامعة الملك سلمان وغيرها ، لان مساحة سيناء  كبيرة وعدد سكانها قليل فهي تحتاج الي ايدي عاملة مصرية لكي تشيد وتعمل وتنتج والدولة قامت بالعديد من المشروعات القومية الكبري بها ولا تزال تقوم بالبناء والتشيد فيها لان ارض سيناء التي روتها دماء شهدءنا الابرار من رجال الشرطة والقوات المسلحة خلال حرب اكتوبر والسنوات الاخيرة في الحرب ضد الارهاب لا يمكن أن نفكر ولو لحظة امكانية انفصالها عن مصر لانها بمثابة الروح لجسد وطنا الغالي مصر الذي ننتمي اليه ونعمل جميعا لاجله!

مشاركة :