تتنافس الدول في تقديم أفضل خدماتها للسائحين وتأمين أهم المقومات السياحية التي ترضي أذواقهم. فقد أصبحت صناعة السياحة تمثل جزءاً من ميزانيات هذه الدول وتدر عليها الأموال الطائلة لتنمية اقتصادياتها وتحسين دخول مواطنيها. ولقد أصبحت مناطق الجذب السياحي في المملكة مقصد الكثير من المواطنين والقادمين من دول الخليج العربي للاستمتاع بالأجواء الباردة والبيئة الإسلامية المحافظة التي تتمتع بها معظم مصايفنا في المملكة مثل: أبها والطائف والباحة، ورغم الأجواء الماتعة التي تتصف بها هذه المناطق إلا إنها تفتقر لكثير من الخدمات السياحية ومن أهمها السكن المريح والخدمات الأخرى التي يحتاجها أي سائح أو زائر لهذه المناطق . فمثلاً منطقة الشفا في الطائف من أجمل المصايف في المملكة فهي ذات بيئة طبيعية خلابة، وأجواؤها رائعة، وفيها العديد من المجمعات السكنية الحديثة، ولكن محتويات معظم هذه الوحدات غير مريح، حيث أسعارها باهظة ولكنها دون المستوى الذي يطمح إليه النزلاء، فهي تفتقر لعنصر النظافة وجودة المحتوى، فالمفروشات متهالكة والأدوات الكهربائية نصفها يعمل والآخر معطل، ودورات المياه (أكرمكم الله) في حالة متردية...إلخ إذن كيف يهنأ المصطاف إذا كان المأوى بهذه المواصفات؟ نقاط البيع للسلع الغذائية من: (سوبرماركتات)، ومحلات تموين، لا يوجد بها معظم احتياجات المصطافين، وتفتقر لكثير من متطلبات السائحين، إضافة لقلة المطاعم وتقديم الوجبات الغذائية، ناهيك عن غياب كثير من الخدمات الأساسية، فلا يوجد سوى محطة محروقات واحدة، وصراف بنكي واحد، وهي بذلك توحي إليك بأنها منطقة شبه خاوية وتفتقر لأبسط مقومات الجذب السياحي. لماذا لا يتم الاهتمام بهذه المناطق واستثمارها الاستثمار الأمثل، بحيث يوضع لها ضوابط من قبل الجهات ذات العلاقة بالسياحة بحيث تكون خدماتها مقبولة وتحقق رغبات السائحين ومنها مراقبة المجمعات السكنية والتفتيش عليها ومتابعة جودة محتوياتها بحيث تكون متوائمة مع مقدار ما يدفع لها من إيجار، وان تتوفر في هذه المجمعات السكنية أبسط قواعد الخدمات الفندقية من صلاحية المنشأة السكنية وصلاحية محتوياتها، وأن يكون عليها رقابة صارمة من قبل الهيئة العليا للسياحة والآثار ووزارة التجارة حتى تكون ملائمة للسكنى وتعطي انطباعاً جيداً عن الخدمات السياحية في بلادنا. وكم نتمنى أن تكون مصايفنا الجميلة المتمركزة على قمم مرتفعات جبال الحجاز - عسير متكاملة الخدمات التي تليق بسياحتنا الداخلية والتي تسعى لها الدولة جاهدة للنهوض بها إلى مصاف المستويات العالمية. دعوة للهيئة العامة للسياحة والآثار أن تعمل على تطوير هذه المناطق، وتشجع الاستثمار فيها حتى لو كان موسمياً، وأن تهيئها سياحيا لاستقطاب أكبر عدد من السائحين، وأن تطالب المستثمرين فيها بتحسين جودة محتويات مساكنها، والرقي بخدماتها المقدمة للزائرين والسائحين، والاهتمام ببيئتها الطبيعية حتى تكون بحق البديل الأمثل لراغبي المتعة والسفر للاستمتاع بمناظرها الخلابة، وجبالها الشاهقة، وأجوائها الماتعة، خاصة لمحدودي الدخل ومحبي السياحة الداخلية والباحثين عن أجواء تضاهي أجواء أوروبا روعة وجمالاً. فقط المزيد من الجهد والاعتناء بمصايفنا الجميلة ومكتسباتها الطبيعية. mdoaan@hotmail.com . mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :