يقول الله عزّ وجلّ في محكم التنزيل « ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» ومن شعائر الله جميع العبادات التي تمارس في الحج من: طواف وسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ومزدلفة ومنى، ورمي الجمرات، وغيرها من العبادات التي تؤدى في المشاعر المقدسة. ومن أعظم هذه الشعائر الذبح للهدي والأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل وإكمالاً لأداء النسك. الذي رأى المقطع المتداول بين وسائل التواصل الاجتماعي والذي يظهر طريقة الذبح الهمجية واللاإنسانية للمواشي خلال موسم الحج، يقشعر بدنه، وتُستفز مشاعره لأنها تمت بطريقة وحشية مارسها العديد من العمالة الوافدة خلال موسم الحج لهذا العام 1434هـ ، وأظهر المقطع مدى استهتار هذه العمالة والتجاوز الخاطئ في ممارسة الذبح لهذه الحيوانات، والذي تم بطريقة عشوائية بشعة مع عدم اكتمال ذبح الحيوان بشكل كامل، وركل الحيوانات وهي نصف مذبوحة، ورميها بطريقة وحشية تدلل على أن هؤلاء ليسوا بجزارين بل مجرمين وهم أبعد ما يكونون عن تعاليم الدين السمحة والرفق بالحيوان التي أوصانا بها نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: « إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته» { صحيح مسلم}، فأين هؤلاء الجاهلون الهمجيون من هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ يقول حسين خميس ( جريدة المدينة، الخميس 19/12/34هـ )، المشرف العام على وحدات الذبح بأمانة العاصمة المقدسة وعضو لجنة مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي « إن الذين قاموا بالذبح من الجزارين الموسميين الذين تم استقدامهم بتأشيرة عمل موسمي خلال الحج»، ومن شاهد طريقة ذبحهم يجزم بأن التأشيرات قد بيعت هناك واستبدلت بعمالة مضروبة ليس لها أي علاقة بالجزارة، كما يضيف السيد خميس « إن أكبر مشكلة تواجه شعيرة الذبح في موسم الحج هم السماسرة الذين يحصلون على مبالغ كبيرة من الحجاج مقابل ذبح الأضاحي وغالب هؤلاء لا يوفرون عمالة أو مسالخ نظامية». ونتساءل: متى يتم وضع حد لهؤلاء المستهترين بشعائرنا والعابثين بمقدساتنا؟ فقد سيطر هؤلاء على كثير من مجريات أمور حياتنا في الأسواق، والمجمعات، وحلقات بيع الخضار، وأسواق السمك، وعصابات التسول، حتى وصلوا للمشاعر المقدسة ومارسوا فيها كل تجاوزاتهم بدون أي عقاب حتى وصلوا للاستهتار بهذه الشعيرة العظيمة وممارستها بطريقة خاطئة مقززة على أرض الحرمين الشريفين وفي أطهر بقاع الأرض. شكرا لهيئة الرقابة والتحقيق على سرعة التجاوب مع ما ورد في المقطع المسيء وتعاونها مع أمانة العاصمة المقدسة في متابعة جميع مسالخ مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وملاحقة (جزاري الغفلة)، وضبط هؤلاء العابثين ومحاكمتهم وإنزال العقوبة المستحقة بهم، والتوصية بمنعهم من دخول الأراضي المقدسة مستقبلا خاصة في مواسم الحج القادمة ردعاً لهم ولأمثالهم، والاكتفاء بأبناء مكة المكرمة في أداء مثل هذه المهمات فهم أعرف وأقدر على أدائها مع تدريبهم على طرق الذبح من قبل الأمانة، مع صرف مكافآت مجزية لهم من أجل الحفاظ على سلامة أداء الشعائر وتطبيقها بطريقة شرعية مرضية لله ورسوله. نأمل من الجهات المسؤولة إيقاف إصدار التأشيرات للعمالة الوافدة خلال مواسم الحج خاصة للذين لا يحترمون شعائرنا ولا يعيرونها أي تعظيم، كما نأمل أن توكل مهام هذه الأعمال مثل الذبح، والحلق والتقصير، وغيرها من أمور الحج الخدمية إلى أمانة العاصمة المقدسة لأنها هي الجهة المسؤولة في المقام الأول، وأنها أقدر وأعرف من غيرها على إدارة وتشغيل هذه المجازر، وتزويدها بالعمالة المدربة المؤهلة. وكما يقولون « أهل مكة أدرى بشعابها» والله نسأل ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا. وهو الهادي إلى سواء السبيل. mdoaan@hotmail.com . mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :