العام الماضي أصدر الاتحاد الآسيوي عقوبة على نادي الاتحاد بحرمان جمهوره من حضور مباراة فريقهم أمام العين الإماراتي الذي تأهل لدور الثمانية بعد فوزه على الاتحاد، وفي الأسبوع الماضي تكرر المشهد بإصدار الاتحاد الاسيوي قرارا مماثلا في حق نادي الهلال الذي سيلعب مباراة لخويا القادمة بدون حضور الجماهير الزرقاء. مثل هذه القرارات القاسية تساهم في القضاء على نصف قوة أي فريق لديه قاعدة جماهير كبيرة، ولكنها في الوقت ذاته ربما تصنع فرصا لم تكن على البال ولا الخاطر. اغلبنا إن لم يكن جميعنا نتفق على أن جماهير الأندية السعودية تحتاج الى تثقيف بأهمية تواجدهم في الملاعب وحجم الدور الإيجابي الذي يؤدونه لانديتهم مادياً ومعنوياً، كما أنهم يحتاجون للتحذير من أي تجاوز لأن التجاوز يعني عقوبات والعقوبة تعني الضرر للنادي وجماهيره. الأندية من جانبها يفترض أن تكون صاحبة المبادرة في التثقيف والتحذير، وأن يكون لديها خطط بديلة في حال وقع عليها عقوبات مثل منع جماهيرها من الحضور. ففي عقوبة الاتحاد التي أشرنا لها في بداية المقال، لم نشاهد أي ردة فعل إيجابية من النادي تجاه الجماهير أو (لنقل خطط بديلة) وربما اعذرهم في ذلك لعدم وجود رعاة يتبنون تطبيق الافكار الجديدة التي ربما تساهم في تخفيف العقوبة وتحويلها لأشياء ايجابية. بينما الجانب الهلالي الذي يعاني من القرار الآسيوي، لايزال لديه متسع من الوقت ليتحرك النادي ورعاته في نطاق الخطط البديلة ليطبقوا بعض الافكار التي ستخفف على الجماهير عقوبتهم وتجعلهم قريبين من فريقهم اثناء المباراة. فمثلاً لو طلبت إدارة النادي من أحد الرعاة التكفل بتركيب شاشات عملاقة حول استاد الملك فهد لنقل المباراة من خلال هذه الشاشات مع تركيب مكبرات صوت في الساحات الخارجية كي تنقل صوت الجماهير لداخل الملعب، ولو طلبت من راعٍ آخر توفير وجبات خفيفة مع مرطبات ليتم بيعها من خلال الكشكات الموجودة في الساحات، ولو عملت ادارة النادي ايضاً بالتنسيق مع أحد الرعاة على استثمار ذاك اليوم بتنظيم فعاليات وانشطة مصاحبة للمباراة يتم من خلالها السحب على جوائز وهدايا للجمهور الحاضر. هنا يكون النادي ورعاته قد استفادوا من العقوبة واداروا الأزمة بشكل مميز من خلال تطبيق هذه الافكار التي ستساهم في جذب الجماهير ليكونوا قريبين من الحدث ويتفاعلون مع فريقهم التفاعل الأمثل لينعكس ذلك ايجابياً على اللاعبين إذ أن مكبرات الصوت ستنقل الاهازيج لمسامع اللاعبين داخل الملعب مما يشعل حماسهم ويفجر طاقاتهم وفي الوقت ذاته يكون صوت الجماهير الزرقاء حول الملعب بمثابة الرعب الذي سيؤثر سلباً في نفوس لاعبي الفريق المقابل. اختم بأن غياب جماهير الهلال امام لخويا يعتبر أزمة فهل تستطيع الادارة الهلالية أن تدير هذه الأزمة بالشكل الصحيح والأمثل لتحول هذه الأزمة إلى فرصة ودعم للفريق. * إدارة وتسويق رياضي
مشاركة :