الأستاذ المتميز دائماً خلف ملفي كتب تغريدة نصها "عارض كثيرون إقامة سوبر الهلال والنصر في لندن وسخروا من الفكرة التي تستحق التمعن في آفاق عوائدها على عدة أصعدة"، ولأن أبا أحمد من الأشخاص الذين تعجبني آراؤهم والنقاش معهم رددت على تغريدته بأن العائد الأبرز من إقامة السوبر في لندن هو فقط ال مليون ريال ولكن هناك جوانب سلبية كثيرة. الأستاذ خلف طلب أن أذكر السلبيات ولأن المساحة التويترية لاتسمح بأكثر من حرفا للتغريدة الواحدة اكتفيت بثلاث تغريدات مختصرة لم تنقل كل ما يجول في خاطري، وبحكم أن هذه الجريدة العملاقة منحتني هذه المساحة الأسبوعية فسأتحدث عن الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً. نعلم جميعاً بأن الدوريات العالمية كالإنجليزي والإسباني والإيطالي، ومؤخراً الألماني هي دوريات متابعة عاليماً وتتنافس فيما بينها لكسب عدد أكبر من المتابعين حول العالم والفوز بأفضلية التصنيف العالمي، وما التغيير في تواقيت بعض المباريات المهمة لتناسب أوقات كثير من المشجعين حول العالم إلا دلالة كبيرة على اهتمام هذه الدول بالأسواق العالمية والفوز بحصة كبيرة منها، أيضاً مباريات السوبر في هذه الدول بدأنا مؤخراً نشاهد بعضها يلعب في شرق آسيا والبعض الآخر في الخليج وعلى الرغم أن المادة هي الدافع الرئيسي لموافقة بعض الدول الأوربية على لعب سوبرها خارجياً إلا أن هناك أهدافا أخرى يسعون لتحقيقها كزيادة المتابعين والترويج لدورياتهم بحثاً عن الأفضلية العالمية في الترتيب من حيث المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية. بعد هذه المقدمة المختصرة أعود للسوبر السعودي الذي لايزال في عامه الثالث، لأناقش إيجابيات وسلبيات نقله إلى لندن هذا العام، وأبدأ كالعادة بالإيجابيات التي لن تتجاوز الحصول على مبلغ ال18 مليون التي ستدخل خزينة الاتحاد السعودي والناديين، إضافة إلى اللعب في الأجواء اللندنية الماطرة. أما السلبيات فأهمها فقدان فرصة البداية الجماهيرية الكبيرة والقوية للدوري والذي ينطلق بعد أسبوع من مباراة السوبر الجماهيرية، والتي ستكون خير بداية لموسمنا الرياضي. السلبية الأخرى هي أن أغلب جماهيرنا من فئة الشباب المتيمين بحضور مباريات الهلال والنصر وبنقلها إلى لندن تكون سلبتهم حقا من حقوقهم، وحرمتهم المتنفس الترفيهي الأول لهم. من السلبيات أيضاً أن السوبر يلعب في لندن برغبة شركة لن تكلف نفسها في تسويق المباراة على القنوات الأجنبية كي يحدث الانتشار المنشود بل ستقتصر جهودها على القنوات الخليجية التي تضمن لها مردودا ماديا مميزا. اللعب في لندن سيرسخ مقولة أن الرياضة السعودية أصبحت محتكرة لشركة واحدة هي من يحدد مصير رياضتنا تسويقياً، وهنا خطر كبير لن يفيق منه النائمون إلا متأخراً. أكبر السلبيات هي أن ما حدث من آراء باللعب في دبي ثم لندن ودخول جدة على الخط يعطي دلالة كبيرة على أن عمل المنظومة الرياضية عشوائي، وأنه لايوجد لبطولة السوبر خطة واضحة على المدى البعيد. اختم بمقترح لأحد الجماهير بأن يلعب السوبر في جامعة الملك سعود ليكون خير افتتاح للملعب ومحفزا قويا لحضور جماهيري طاغٍ، وعلى الرغم من إعجابي بالمقترح إلا أنه صعب تطبيقه؛ لأن الاتحاد السعودي اتخذ قرار اللعب في لندن بعيداً عن الوطن وجاهيره. * إدارة وتسويق رياضي
مشاركة :