تبذل اللجنة الأولمبية كثيراً من المال والجهد للبحث عن النجوم الذين من الممكن تأهيلهم وتدريبهم للمشاركة الفاعلة في الأولمبياد الذي يقام كل أربعة أعوام، بغية أن يحقق أحدهم إنجازاً للوطن من خلال الفوز بأي من الميداليات الثلاث. وللأسف أن الموارد البشرية في هذا الشأن محدودة جداً لأسباب كثيرة لعل من اهمها قلة عدد الاندية الرياضية في المملكة التي لا يتجاوز عددها نادياً رياضياً، تضم لاعبين عددهم اقل بكثير من اقرانهم في الدول الاخرى، فضلا عن الاهتمام القليل من قبل هذه الاندية بألالعاب المختلفة الذي لن يكون كافياً لصناعة بطل اولمبي. إذاً يتضح مما سبق أن السبب الرئيسي في فشلنا المستمر في تحقيق نتائج اولمبية مشرفة يعود لقلة اللاعبين وقلة الاندية التي من الممكن ان تقدمهم وتأهلهم التأهيل الامثل. وللتغلب على هذه المشكلة نحتاج لأمرين مهمين، الأول: زيادة عدد الاندية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب لتغطي جميع مدن المملكة. الأمر الآخر يتعلق بالأندية الخاصة (التجارية) التي تمارس فيها انشطة اللياقة البدنية ورفع الاثقال (كمال اجسام) والسباحة والكاراتيه والتايكوندو وخماسيات كرة القدم وغيرها من الأنشطة التي تكون منافساتها موجودة في البطولات الاولمبية. وهذه الاندية منتشرة في جميع مناطق المملكة بأعداد كبيرة جداً بل إن المدينة الواحدة تجد فيها عشرات الأندية وكل نادٍ به مئات الرياضيين المتدربين من مختلف الاعمار. ومن وجهة نظري أن هذه الأندية قد تساهم في صناعة نجوم اولمبيين لو تم تفعيلها بشكل احترافي وصحيح لتكون مورداً مهماً تعتمد عليه اللجنة الاولمبية في استقطاب اللاعبين اصحاب الموهبة وتتبناهم. وهناك طريقتان ممكن من خلالها أن تستفيد اللجنة الأولمبيه من هذه الأندية: 1- الطريقة الاولى: (الفرض/ الإجبار) من خلال وضع خطة عمل وسياسة وفرضها على هذه الأندية لتطبيقها والفرض حق مشروع للجنة طالما أن من يمنح رخص هذه الأندية هي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويكون الفرض من خلال اجبار هذه الأندية على تكوين فريق لكل نادٍ كي ينافس في انشطة الاتحادات الرياضية السنوية كالسباحة والكاراتية وكمال الاجسام وغيرها. 2- الطريقة الثانية: (التحفيز) من خلال زيارات هذه الاندية وتحفيزهم للمشاركة في اكتشاف النجوم وتزويد اللجنة بأسمائهم. ويكون اكتشاف النجوم عن طريق تنظيم هذه الاندية لبطولات محددة وثابتة كل عام لتسهل وتسرع عملية الاكتشاف. ومهم أن يُمنح الفائزون جوائز قيمة من قبل اللجنة الاولمبية واشتراكات مجانية من قبل هذه الاندية. أيضاً مهم توسيع نطاق البطولات لتقام بطولات سنوية ونصف سنوية بين هذه الاندية تحت مظلة واشراف اللجنة الاولمبية، ومن يكتشف المواهب ويقدم النجوم يجب دعمه مالياً ومعنوياً ويعامل معاملة خاصة من خلال التسهيلات في التراخيص وغيرها. ولا يمنع أن ترسل اللجنة بعض المدربين لزيارة هذه الاندية والإشراف على النجوم وتطوير مهاراتهم. وقتها استطيع أن أراهن على ان العلم الأخضر سيرفع كثيراً في البطولات الأولمبية على منصات التتويج. * إدارة وتسويق رياضي
مشاركة :