عيشوا المتعة واتركوا التعصب - د. مقبل بن جديع *

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

فازت تشيلي على الارجنتين في نهائي كوبا اميركا بركلات الحظ، وبعدها مباشرةً تابعت ردود الافعال في الاستديو التحليلي الخاص بالمباراة وفي وسائل التواصل الاجتماعي. وكان هدفي من هذه المتابعة، معرفة ما اذا كان هناك اي تقدم ملحوظ في تفكير المشجع العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص او انه لا يزال يعيش في دائرة التعصب الاعمى والرأي الاوحد الذي يختفي معه انصاف المبدعين. وبكل أمانة لم اتفاجأ من النتيجة فالتعصب جرف المشجع والناقد والمحلل الى خندق الطرح غير المنطقي وغير المنصف. فالنقد اتجه بعد المباراة لشخص واحد هو الاسطورة ليونيل ميسي الذي حمّل وحده مسؤولية الخسارة، وكان اغلب النقد بدافع الكره لميسي ولفريقه الكاتالوني الذي يلعب له، وبعض النقد جاء من فئة مع الخيل يا شقرا وهي الفئة التي اجزم انها لم تتابع البطولة ولكنها اعتادت ان تؤجر عقولها لشخصيات اعلامية تسيرها حيثما تشاء. الفضول جعلني اتناقش مع البعض عن سبب هجومهم على ميسي وانتقاصهم الدائم منه على الرغم انه نجم ممتع واسطوري كلٌ يتمنى رؤيته في الملعب، وكانت اغلب التبريرات غير منطقية بل ان بعضها غريب جداً كأن يزعم البعض بأن ميسي لاعب ناد وأنه لم يقدم شيئاً مع المنتخب الارجنتيني!! غريب أمرهم كيف لم يقدم شيئاً للمنتخب وهو من قاد الارجنتين لتزعم التصنيف العالمي الجديد بعد غياب طويل وبعد ان لعب نهائيين كبيرين في ظرف عام، الأول نهائي كأس العالم بعد غياب عاما وخسروه في آخر دقائق الشوط الاضافي الثاني امام المانيا التي سحقت البرازيل على ارضها بسباعية تاريخية، والثاني نهائي كوبا اميركا بعد غياب ثمانية اعوام وخسروه بركلات الحظ امام البلد المستضيف تشيلي. هل يُحمّل ميسي اخفاقات ورعونة هوقوين وبلاسيو في تسجيل فرص محققة امام الالمان كانت كفيلة بتتويج التانقو بكأس العالم، او يحاسب على اضاعة هوقويين لفرصة في الدقيقة امام تشيلي كانت كفيلة بتتويج ميسي ورفاقه بكأس كوبا اميركا. ماذا لو تحقق احد هذين اللقبين للارجنتين؟ المؤكد ان المنتقدين سيتجاهلون ميسي ودوره في ذلك بل ان البعض سيعزو هذا الانجاز للحظ أو التحكيم، لهؤلاء المتعصبين اقول اتركوا التعصب واستمتعوا بوجود نجوم يقدمون لكم المتعة مثل ميسي ورونالدو ونيمار واقويرو وابراهيموفيتش وسواريز وغيرهم. انا لا اطالب بالمثالية في التشجيع ولكنني اطالب بالانصاف وعدم سلب المبدعين حقوقهم، من يشجع الريال يجب ان ينصف ميسى كظاهرة عالمية تمتعنا والحال ينطبق على عشاق البرشا ونظرتهم لرونالدو كنجم مبدع يجب الاعتراف بتميزه، الاثنان يشكلان متعة حقيقية لكرة القدم تتكسر بحضرتهما الارقام وتتسابق عليهما الانجازات. شخصياً اشجع الارجنتين من ايام الاسطورة مارادونا واحب نجوم التانقو واتابعهم في الدوريات الاوروبية وميسي هو نجمي المفضل كما كان مارادونا سابقاً، ولكنني لا ابخص النجوم الآخرين حقهم فأنا استمتع بلعب كرستيانو واهداف ابراهيموفيتش وقذائف روني وفنيات هازارد ودهاء مورينهو التدريبي ومنظومة سيموني الفنية وابداع قارديولا الفريد. ختاماً انصحكم بالاستمتاع بهؤلاء النجوم بعيداً عن التعصب، ففي النهاية هي كورة نلجأ لها بحثاً عن المتعة فقط. *ادارة وتسويق رياضي

مشاركة :