د. ياسر الشاعر يكتب: تشريح شخصيتي منسي وعشماوي

  • 5/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لاختيار نعم هو مسلسل سيعرض لمدة ثلاثين حلقة بما لا يزيد عن ثلاثين ساعة. و لكنه درس ممتد عبر الزمن في الحياة و في أصول التربية. و في كيفية صنع الرجال. وأيضًا في كيفية إخراج المشوهين و أشباه الرجال. تبارى الجميع في عرض بطولات الشهيد بإذن الله البطل أحمد صابر المنسى وهذا حقه تماماَ. و في نفس الوقت أفاض الجميع في  الكلام عن خيانة هشام العشماوى والكلام عن سوء أخلاقه و دمويته كتكفيرى من الطراز الأول. قتل بيده او تسبب بتخطيطه في استشهاد الآلاف من الأبرياء . الاثنان تربيا في مدرسة الصاعقة.فلماذا أصبح أحمد منسى بطلًا. و لماذا أصبح عشماوى خائنًا. السر في شخصية الأب. والد البطل أحمد صابر منسى, كان يعمل طبيبا وهب علمه لمساعدة مجتمعه. فقد كان ثمن الكشف الطبي في عيادته لا يزيد عن جنيهات معدودة. بل أنه في أحيان كثيرة كان يتنازل عن ثمن  الكشف مع قيامه  بشراء الدواء للمريض المحتاج  من حسابه الشخصى. هكذا شب أحمد على حب الخير لمجتمعه. الطريقة التي كان ربى بها الاب "صابر منسى" ابنه أحمد كانت طريقة هادئة تعتمد على ترسيخ الثقة في نفسه و حب الخير لمجتمعه و وطنه. النتيجة كانت خروج بطل إنسان. فعلى الرغم من نبوغه العسكرى كأحد أفضل رجال الصاعقة المؤهلين في العالم. الا انه وبشهادة كل من عرفه او تعامل معه كانت انسانيته تفوق مهارته العسكرية.  أحمد المنسى كان يتعامل مع زملائه وقادته  بحب ورغبة في التعاون و إيثار الزملاء على نفسه. أما تعامله مع جنوده فهى فقد كانت النقطة الأكثر تميزًا في شخصيته.  لقد كان قريبًا جدًا من العساكر الذين هم أساس الجيش فقد كان يحترم الجندى و يشركه معه في التفكير ليزرع فيه الثقة. فهذا الجندى هو منسي خرج معه في المهمات القتالية الخطيرة فلا أقل من إحترامه حتى يؤدى مهامه القتالية بحب و تضحية للوطن. كان أحمد المنسى مثالًا للقائد المحترف, كان يعرف متى يكون صارمًا في تنفيذ الأوامر. و متى يكون متسامحًا قليلًا طبقًا للظروف التي تتغير من وقت الى آخر. كان تعاطفه مع ظروف جنوده ومعرفته بأدق تفاصيل حياتهم وتفاعلهم مع مشاكلهم مثال يحتذى في كيفية تعامل القائد مع جنوده.  النتيجة كانت تسابق الجنود للخروج معهفي مهمات قتالية كان الجميع يعلم أن نسبة العودة منها بسلام قليلة و لكنه زرع العقيدة العسكرية الوطنية في أبنائه الجنود. البطل أحمد المنسى كان يحترم عقله وشخصيته كان قائد بكل ما تعنيه كلمة القائد فلم ينقاد يومًا لأحد بل كان العقل والنقاش الهادىء هو سلاحه للوصول للحقيقة. في المقابل كان تربية "على عشماوى"لأبنه هشام تعتمد على تحطيم روحه المعنوية و إفقاده ثقته في نفسه فكان دائمًا ما يتعامل معه بعنف مبالغ فيه و دائمًا ما ينتقده و يسفه من آرائه وتصرفاته أمام الجميع.  النتيجة أن خرج لنا هشام العشماوى فعلى الرغم من كفائته العسكرية الا انه كان مكروه من الجميع سواء زملائه او جنوده فقد كان يعتمد على العنف في إلقاء الأوامر و يتجاهل الظروف و المشاعر الإنسانية لجنوده. هشام عشماوى شخص عندما بحثنا عن الفترة التي قضاها في وظيفته وجدنا أنه لم يخرج بأصدقاء حقيقيين.  قائد كان ينفر منه جنوده و يهربون من التعامل معه شخص  وصفه أحد زملائه من الضباط أنه كان حاقد على مجتمعه و لا يغفر لجندى أخطأ خطأ عاديا في ظروف معيشية قاسية جدًا. هشام العشماوى  كان صاحب شخصية عدائية سهلت له تسليم عقله والانقياد التام لمشايخ التكفيرين كانوا أقل منه في العلم و الثقافة قاموا بعمل غسيل مخ له حولته من شخص المفروض انه قائد الى شخص منقاد عطل  عقله تمامًا .  والنتيجة  أنه أصبح قائد من قيادات التكفيريين للمجتمع. هشام عشماوى كان من داخله يبحث عن مجد شخصي او كان يبحث عن نقطة تفوق. هشام عشماوى كان يتحرك بدوافع من عقله الباطن فقد كان يبحث عن التفوق. وكأنه يريد ان يوجه رسالة لأبيه : "انا ناجح فلا تنتقد أفعالى أمام الناس". في النهاية بقى أحمد صابر المنسى حيًا فيي الوجدان الشعبى. بينما ذهب  هشام علىعشماوى و أمثاله الى قاع الجحيم.

مشاركة :