نقطة حبر أموال مهدرة عبد الله عمر خياط .. على غير ما تعودت أن لا أكتب إلا في عكاظ إذ أنني لا أحب التواجد في أكثر من موقع . لكن أخي الأستاذ عبد الله الزهراني لا حقني بإصرار على المشاركة في شهر رمضان ولو بأربع مقالات لصحيفة مكة الإلكترونية .. ومحبة لمكة المكرمة واستجابة لدعوة كريمة فسأقدم خلال شهر رمضان أربع مقالات الأول بعنوان(أموال مهدرة) . .. بلايين بلايين تخسرها بلادنا في أكثر من مجال لعل أهمها تحويلات الوافدين إذ كشف تقرير اقتصادي عن أن المملكة ثاني دولة في العالم من حيث حجم التحويلات المالية بنحو (40) مليار دولار (153) مليار ريال في العام الماضي وفق ما نشرت عكاظ بعدد يوم الأحد 7/8/1436هـ . والاعتراض ليس على المبالغ المحولة فهذه نتاج ربح بعض المتاجرين أو محصلة جهد العاملين في القطاع العام والخاص، ولكن الاعتراض أو بالأصح الأسى على الشباب الذي لا يجد عملاً رغم أن الدولة صرفت على تعليمه حتى الحصول على الشهادات العليا من بكالوريوس وماجستير، ودكتوراه ، ومع ذلك لا زال كثير منهم عاطلين عن العمل . فدوائر الحكومة متخمة بالموظفين ، والقطاع الخاص يعتمد على الأرخص وهو الأجنبي الوافد ، في حين أنه لو تم توظيف أبناء الوطن لانخفض رقم التحويلات انخفاضاً كبيراً . ويأتي من بعد ذلك مبلغ الخسائر الناتجة عن مشاكل النقل . فقد ذكرت صحيفة مكة : أن اجمالي الخسائر الاقتصادية التقديرية المترتبة على المشاكل التي يواجهها النقل داخل المدن السعودية بنحو (81) مليار ريال سنوياً وفقاً للدراسة التي ركزت في أهمها على ثلاث نقاط هي : الاختناقات المرورية، والحوادث المرورية ، والتلوث . وتكمن المشكلة في زيادة الاعتماد على السيارة الخاصة في التنقلات بشكل مبالغ فيه. والواقع أنني وإن كنت أعترف بكثرة السيارات .. ولكن ماذا يمكن استخدامه بديلاً عنها ؟ لذا فإن لتسيير القطار، وتنظيم النقل الجماعي أهمية فعسى ولعل أن يخفف تسييرهما حدة الخسارة التي يتكبدها الاقتصاد الوطني . ونأتي لثالثة الدواهي . ألا وهي الخسائر التي تتمثل في المخلفات من الأثاث، والأدوات المنزلية التي دلت الاحصائيات أن هناك 90 مليون غرض غير مستعملة في بيوتنا تقدر قيمتها بـ 270 مليار ريال مهدرة .. الأمر الذي يدفعني لمناشدة كل مواطن ومواطنة أن يتخلصوا من هذه الأغراض بتسليمها لهيئة الاغاثة كي توزعها على المحتاجين لها .. فهل إلى ذلك من سبيل ؟ همسة : ما كنت أعلم قبلك ما الهوى *** حتى رمتني في الهوى عيناك
مشاركة :