.. رغم الجهود التي بذلتها رابطة دوري المحترفين السعودية، وأسهمت في منح الأندية حصصا لا بأس بها من مداخيل الرعاية والنقل التلفزيوني، إلا أنها لا تلامس بعد آمال وتطلعات مسؤولي الأندية، ولا تقترب من سد العجز المتضخم عاما بعد عام في مصروفاتها. .. مجموع ما تسلمته أندية مثل النصر، الهلال، الشباب، والأهلي في الموسم المنصرم للتو، من كل أجنحة مؤسسة الرياضة لم يتجاوز 13 مليون ريال فقط، جاءت سبعة منها حقوق رعاية الدوري، وأربعة ملايين من النقل التلفزيوني، ومليون ونصفه إعانة احتراف من الحكومة، فيما توقفت هبات سابقة كانت تمنح مثل 200 ألف ريال لكل ناد يشارك خارجيا، يقابلها استمرار ما يمنحه الاتحاد الآسيوي للفرق التي تشارك في دوري الأبطال وهي أرقام ضعيفة لا تتجاوز 30 ألف دولار بدل استضافة، و40 ألف دولار مقابل كل فوز في أدوار البطولة. .. أمام هذه الأرقام المتواضعة، صرفت أندية النصر والهلال والأهلي في موسمها الماضي أكثر من 120 مليون ريال، يأتي بعدهم الشباب بما يقارب 90 مليون ريال، هذه الأرقام بعضها آني السداد والآخر دفعات مؤجلة. وإذا استثنينا الهلال فقط، صاحب عقد الرعاية الوحيد بين الفرق في الموسم الماضي، فإن كل الأندية تم تعويض العجز في مصروفاتها بمبادرات وهبات من رؤسائها وأعضاء شرف محبين. المشهد مزعج جدا وينبئ بمستقبل قاتم اللون. .. سهل جدا ما كتب أعلاه، يمكن لأي كاتب الاتصال بأي رئيس ناد وأخذ هذه المعلومات كاملة، ولكن ما الحلول؟ في ظني أن أنديتنا تبحث دائما عن عقود كبيرة، تلقي بأحمالها كلها عليها، وتغض الطرف أو تتكاسل عن إبرام عقود صغيرة، يمكن أن تسندها في مصاريف الموسم. على سبيل المثال، تدفع أندية الشباب والنصر والهلال والأهلي والاتحاد، 25 ألف ريال قيمة كل معسكر مباراة على أرضها، وهي التي دأبت منذ أعوام على المعسكرات الفندقية، تاركة معسكرات النادي الداخلية للفئات السنية، ويرتفع الرقم إلى 40 ألف ريال لكل مباراة خارج الديار، أي أن المجموع الكلي طوال الدوري يصل إلى 845 ألف ريال، ويتجاوز المليون لو استمر الفريق في لعب ست مباريات فقط في أدوار الكأسين. أيضا، تصرف الأندية، مليونا ونصف المليون مطلع كل موسم قيمة ملابس وأطقم رياضية متكاملة لكل فرق كرة القدم، والرقم ذاته إلا 200 ألف ريال، تدفعه الأندية الكبيرة لتجهيز معدات وأدوات العيادات الطبية فيها، ولا يشمل هذا العمليات الجراحية للاعبين التي تجرى وفق بند الميزانيات الطارئة. لو تحدثنا عن كل رقم من الأرقام السابقة بمفرده رأيناه صغيرا تافها لا يذكر، لكن بحسبة بسيطة هل تصدق عزيزي القارئ أن المجموع الكلي لهذه المصروفات الصغيرة يتجاوز أربعة ملايين ريال، وهو الرقم نفسه الذي تسلمته الأندية ذاتها من حقوق النقل التلفزيوني بالكامل. السؤال المنطقي: هل يمكن توفير هذه المصاريف الصغيرة بعقود قصيرة الأمد وصغيرة الأرقام، تعتمد على قاعدة "قليل دائم خير من كثير منقطع"؟ أعتقد أن ذلك ممكن جدا، متى ما اقتنع رؤساء الأندية بأن القليل على القليل كثير، وأن كل يوم يمضي في انتظار العقود الضخمة للمباهاة بها أمام المنافسين، يضيف رقما جديدا في فاتورة المصاريف. .. في الموسم الماضي رفض ناديا النصر والأهلي وضع شعار "موبايلي" على صدر قمصان الفريقين في ثلاث مباريات، بحجة البحث عن عقود طويلة الأجل، لم تأت العقود الطويلة حتى الآن، وخسر الناديان ثلاثة ملايين ريال لكل واحد منهما، وأضيفت أرقام جديدة لفاتورة المصاريف. جانب آخر مهمل في الأندية، يمكنه أن يوفر مداخيل قليلة ودائمة، وهو الجانب الترفيهي لمحبي وأنصار النادي، تستثمر فيه المرافق الحالية مضافا إليها بعض المطاعم وصالات الألعاب. لو اشترك عشرة آلاف عضو بـ 50 ريالا فقط، سيكون الدخل الإجمالي نصف مليون ريال، ونصف المليون ليست "كخة".
مشاركة :